تاريخ الحيوانات في الفضاء

هل سبق وتساءلت عن مصير الحيوانات التي تذهب في رحلات إلى الفضاء ولماذا يتم إرسالها من قبل علماء الفلك في رحل بين النجوم، في هذا المقال سيتم طرح العديد من المواضيع الشيّقة التي تتعلق بإرسال الحيوانات إلى الفضاء الخارجي.

إن الحيوانات قد سبقت الإنسان في السفر إلى الفضاء أي أن تاريخها في الرحلات الفضائية يُعد الأقدم حيث تم إرسال القرود، الفئران ،الضفادع وحتى ذباب الفاكهة قبل إرسال الإنسان. ومن الجدير ذكره أنه تم استخدام الحيوانات في الرحلات الفضائية قبل ربط أي رائد من رواد الفضاء بمقاعدهم لاختبار تأثيرات السفر خارج الأرض.  

قد سمع الكثير منا عن الرحلات الفضائية لكلاب لايكا وبيلكا وستريلكا، لكن الأمر لم يتوقف فقط على إرسال الكلاب بل هناك العديد من الحيوانات الأخرى المشاركة في تاريخ رحلات الفضاء التي تعد أكثر غرابة مما تعتقد. 

خلال العقدين الماضيين قبل صعود أرمسترونج وألدرين إلى القمر، انطلقت أولى المركبات لاستكشاف الغلاف الجوي للأرض والإفلات منه لأول مرة عندما قامت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بإطلاق الكثير من مملكة الحيوان لدرجة وصلت إلى تنافس الحيوانات في الهيمنة على السماء.

لم يظهر أي جانب من الجوانب أثناء هذا السباق الفضائي تلميحًا بصعوبة أخلاقية في إرسال الحيوانات إلى المدار، والذهاب بجرأة إلى حيث لم يذهب أي إنسان من قبل.

فيما يلي ، ألقينا نظرة على بعض أبرز رواد الفضاء من الحيوانات الذين مهدوا الطريق للرحل الفضائية البشرية. 

أول حيوان في الفضاء: 

زوج من ذباب الفاكهة يرقص قبل التزاوج. كان ذباب الفاكهة أول حيوان يتم إطلاقه في الفضاء
الصورة: Jorge GarcÍa / VW Pics / Universal Images Group via Getty Images

في عام 1947 ، تم إطلاق ذباب الفاكهة على متن صاروخ  V-2 الذي أطلقته الولايات المتحدة لاختبار آثار التعرض للإشعاع في الارتفاعات العالية. بعد أن وصلت إلى ارتفاع 109 كيلومترات خلال ثلاث دقائق وعشر ثواني تم قذف الكبسولة التي تحمل الذباب وإعادتها بالمظلات بأمان إلى الأرض، وكانت حمولتها سليمة وحيوية.

إطلاق أول حيوان من الثديات في الفضاء: 
بعد عامين من إطلاق ذباب الفاكهة ، أطلقت الولايات المتحدة صاروخًا آخر من طراز V-2، حمل على متنه هذه المرة قرد ريسوس المُسمى بألبرت الثاني.

والذي استطاع أن يبلغ ارتفاع 130 كم لكن لسوء حظه تعطلت مظلة الكبسولة بسبب ارتطامها الأمر الذي أدّى بدوره إلى وفاة القرد. ومن الجدير ذكره أنه تم إطلاق العديد من القرود والقردة بعد ذلك إلى الفضاء من قبل كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ولم يصمد على قيد الحياة سوى ثلثهم.

الإطلاق الأول للكلاب إلى الفضاء:

الكلبة لايكا في مقصورة الكلاب الخاصة بها في مركبة الفضاء سبوتنيك 2 قبل الإقلاع مباشرة 1957.
Keystone-France / Gamma-Keystone via Getty Images.

في صيف 1951 تم إطلاق كلبي تسيغان و ديزيك الروسيين ليقوما بدورهما في أول رحلة شبه مدارية إلى الفضاء. وبنجاح هذه المهمة تم اعتبار هذين الكلبين كأول كائنات حية تعود إلى الأرض  وهي على قيد الحياة. 

وأشهر كلبة في الفضاء كانت Laika التي انطلقت على متن القمر الصناعي سبوتنك 2 لتكون أول حيوان يقوم برحلة مدارية عام 1957، ولكن أمر وفاتها خلال هذه الرحلة كان متوقعًا نتيجة لعدم التطور الكافي في التقنيات اللازمة لرحلة عودتها إلى الأرض. 

أول قرود تبقى على قيد الحياة خلال رحلتها الفضائية:

قرد الفضاء “بيكر” صعد إلى الفضاء على متن مركبة جوبيتر آي آر بي إم في عام 1959.

في عام 1959 أتمم أول قردين يدعيان Able و Miss Baker مهمتهما الفضائية بنجاح. حيث تم وضعهما في مخروط صاروخ US JUPITER AM-19 الأمريكي والذي وصلت سرعته إلى 10000 ميل في الساعة الواحدة خلال رحلة استمرت ل16 دقيقة تم فيها اختبار انعدام الوزن لمدة 9 دقائق . وبعد مرور أيام من الهبوط لاقت Able حتفها بينما بقيت Miss Baker على قيد الحياة لمدة 25 عامًا الأمر الذي بدوره جعل منها شخصية مشهورة . 

أول كلاب تنجو بعد رحلة مدارية فضائية: 

كانا بيلكا وستريلكا أول كلاب نجت بعد رحلات الفضاء.
ITAR-TASS / Sergei Preobrazhensky ؛ نيكولاي سيتنيكوف

في 19 أغسطس 1960 أطلقت روسيا مركبة سبوتنيك 5 (المعروفة أيضا باسم كوربل-سبوتنيك 2) التي حملت على متنها الكلبين بيلكا وستريلكا، إلى جانب أرنب رمادي و 40 فأرا و جرذين، و 15 قارورة من ذباب الفاكهة ونباتات.  ولحسن الحظ تمكن بيلكا وستريلكا من النجاة خلال هذه الرحلة التي استمرت ليوم كامل. 

كابياء خنزيرية في الفضاء

في ربيع عام 1961 ، أرسل السوفييت كابياء خنزيري إلى المدار و لحسن الحظ ، عاد هذا القارض إلى الأرض سالمًا. 

القطة الوحيدة الناجية بعد رحلة فضائية طويلة

في أكتوبر 1963 تم تدريب 14 قطًا من قبل مركز البحث والتطوير الطبي في فرنسا (CERMA) وعندها تم اختيار القطة Félicette الفرنسية لرحلة مدتها 15 دقيقة على ارتفاع 160 كم فوق الأرض .

لقد عادت بأمان لكن تم قتلها بعد فترة وجيزة لدراسة تأثير الرحلة على دماغها. ومن الجدير ذكره أنه تم نصب تمثال برونزي لFélicette مؤخرًا في جامعة الفضاء الدولية في ستراسبورغ.

أول الحيوانات التي تنجو من التعرض للفضاء المفتوح

في 2007 تم إطلاق نوع من أنواع بطيء الخطو يُدعى ” دب الماء” على متن المركبة الفضائية FOTON M-3 التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.  وكان الهدف من تلك المهمة اختبار مرونة تلك المخلوقات المشهورة بقدرتها على تحمل – على فرض أنها قادرة على البقاء على قيد الحياة حتى في ظروف  الجفاف لبضع سنوات – تأثيرات فراغ الفضاء والأشعة فوق البنفسجية للشمس. 
حوالي 70% من هذه الحيوانات بقيت على قيد الحياة عند عودتها وعلاوة على ذلك تمكنت من وضع بيوضها أيضًا.

الحيوانات في الفضاء اليوم: 

مازال أمر النقاش مفتوحًا في مسألة ما إذا كانت الحيوانات قد حققت إنجازًا في فهم الفضاء بشكل أوسع. 

على السبيل المقال بعض علماء مهمة لايكا شعر بالأسف تجاه الكلبة وأيضًا شعر بالندم تجاه إرسال هذه المهمة وبرأيه لم يتم الاستفادة منها لتبرير موتها .  لكن بعد تمكن الولايات المتحدة بالنجاح في الوصول إلى سطح القمر ، بدأ العلماء بالعمل على فكرة إرسال الإنسان بدلًا من الحيوان لاختبار الرحلات الفضائية عليهم.

في سبعينات القرن الماضي، أرسلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والعديد من الدول الاخرى قائمة بأشكال الحياة المختلفة بهدف التعرف على كيفية تكيف هذه الحيوانات للظروف الفضائية الجديدة.

العديد من المهمات الجديدة ستعرفنا على أنواع الحيوانات التي تستطيع النمو والأخرى التي لا تستطيع ذلك. على سبيل المثال، تمكنت مجموعة من العناكب التي تم إرسالها في رحلة فضائية من غزل شبكتها العنكبوتية دون الحاجة إلى الجاذبية. لكن لم تتمكن الصراصير من تطوير أعضائها التي تساعدها في التوازن بدون الصعود والهبوط.

في القرن الواحد والعشرين تم التشديد على ضرورة إرسال الحيوانات إلى الفضاء للاختبار الواضح والمطلوب لكل تجربة. لكن كما أشارت وكالة ناسا ، يجب التعامل بحذر وتجنيب الحيوانات من التعرض للمعاناة يعد أمرًا بالغ الأهمية. 

لذلك يجب أن نشعر بالامتنان لرواد الفضاء من الحيوانات عندما نرى انتصارات رحلات الفضاء البشرية وفضلهم في شق الطريق لها. 

المصدر

المركبة الفضائية FOTON-M3 قيد الإعداد للإطلاق في بايكونور كوزمودروم ، كازاخستان.
ESA – S.Corvaja
مقالات ذات علاقة