تلسكوب هـابل يتمكن من الكشف عن السر وراء التعتيم الغامض لأحد ألمع النجوم في السماء:

في وقت سابق من هذا العام عندما كان العالم مشغولًا بمواجهة فيروس كورونا المستجد كان علماء الفلك يواجهون معضلة بعيدة جدًا عن الأرض أي تبعد حوالي 640 سنة ضوئية أثناء مراقبتهم لنجم منكب الجوزاء الذي يمتاز بضخامته ولونه الأحمر اللامع حيث أنهم واجهوا لغزًا في معرفة السر الغامض وراء تعتيم مثل هذا النجم الضخم. 

بعض العلماء اعتقدوا أن حدث الإعتام الغامض لمثل هذا النجم الذي استمر من أواخر نوفمبر 2019 وحتى فبراير 2020 كان بسبب إنذاره بانفجاره إلى مستعر أعظم . لكن تم معرفة السبب الحقيقي وراء فقدان هذا النجم الحقيقي للمعانه بفضل ملاحظات مرصد هابل الفضائي التابع لوكالة ناسا.

من خلال دراسة جديدة تم نشرها مؤخرًا تم فحص الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من قبل نجم منكب الجوزاء خلال مرحلة الإعتام العظيم له بواسطة تلسكوب هابل الفضائي. 

ولحسن الحظ ساهم استخدام تلسكوب هابل في الكشف عن الكثير من الحقائق التي كان يتطلع العلماء لمعرفتها. 

في بداية الأمر، يعتبر نجم منكب الجوزاء نجمًا ضخمًا حيث أن حجمه يبلغ ضعف حجم الشمس ب 700 مرة وإذا مر بمجموعتنا الشمسية فإنه سيبتلع زحل وعطارد والأرض والمريخ وسيكون المشتري أيضًا بالنسبة له كحبة السمسم. ومن الجدير ذكره أن هذا النجم يقترب من نهاية دورة حياته ولهذا فسّر الكثير في السنة الماضية  أن السبب وراء إعتامه الغامض هو اقترابه من مرحلة الانفجار إلى مستعر أعظم. 

لكن نتائج الرصد من تلسكوب هابل كانت مخالفة لتلك التفسيرات السابقة، حيث أنه بالنظر إلى النجم من خلال أطوال موجات الأشعة فوق البنفسجية تمكن العلماء من الحصول على رؤية أفضل للسطح والغلاف الجوي للنجم. وبالتالي تبين لهم أن هناك كتلة من البلازما الساطعة والساخنة التي انطلقت من النصف الجنوبي لسطح النجم بسرعة حوالي 200000 ميل في الساعة تم إخراجها من الفضاء تدريجيًا .

ومن الجدير ذكره أن تلك البلازما كانت ألمع من اثنين إلى أربع مرات من اللمعان الاعتيادي للنجم لذلك بعد حوالي شهر من انفجار تلك المادة بدأت بالبرودة وهي تتنقل في الفضاء مشكّلة معها سحابة غبارية والتي بدورها حجبت النجم بشكل جزئي مما جعلنا نرى النجم معتم من الأرض . 

مع ذلك لايزال أمر هذا النجم غريبًا حيث انه في الفترة الأخيرة تم رصد هذا النجم بواسطة وكالة ناسا وتم التبين إلى أنه يعتم بشكل غير متوقع مرة أخرى لذا ستقوم ناسا بالعديد من عمليات الرصد له  عندما يكون ظاهرًا في السماء الليلية ويصبح بالإمكان رؤيته في أواخر أغسطس. 

مقالات ذات علاقة