كشفت صور جديدة ملتقطة لكوكب المريخ بواسطة مركبة الفضاء MAVEN التابعة لوكالة ناسا -التي تم إطلاقها بنجاح في 6 أغسطس 2020- عن مناطق شاسعة لسماء المريخ الليلية تنبض بالأشعة فوق البنفسجية.
تفاجأ فريق مهمة MAVEN عندما اكتشف أن الغلاف الجوي خلال ربيع وخريف المريخ ينبض بالضبط ثلاث مرات في الليلة . هذا بالإضافة إلى كشف البيانات الجديدة أيضًا عن موجات ودوامات غريبة فوق أقطاب الشتاء ، وعلاوة على ذلك أكدت أيضًا النتائج السابقة للمركبة الفضائية Mars Express أن هذا الوهج الليلي كان أكثر سطوعًا في المناطق القطبية الشتوية.
ومن الجدير ذكره أن ما يسمى بـ “الوهج الليلي” لن يكون مرئيًا لرائد فضاء يقف على سطح المريخ. وذلك لأن الأشعة فوق البنفسجية – على الرغم من إمكانية اكتشافها بواسطة أدوات متخصصة – غير مرئية للعين البشرية.
وجد الفريق أن الوهج الليلي للمريخ يبدو أكثر سطوعًا في ذروة فصول الشتاء الشمالية والجنوبية للكوكب، عندما تندفع التيارات الأكثر حرارة بعيدًا عن خط الاستواء باتجاه قطبي المريخ.
نيك شنايدر من جامعة كولورادو -رئيس جهاز التصوير الطيفي للأشعة فوق البنفسجية (IUVS) من جامعة كولورادو الذي قام بهذه الملاحظات والمؤلف الرئيسي لورقة بحثية عن هذا البحث نُشرت في 6 أغسطس 2020 ،في مجلة البحوث الجيوفيزيائية ، فيزياء الفضاء التي تمت مراجعتها من قبل الزملاء أشارإلى أن مهمة MAVEN تصور الرؤية العالمية الأولى حول حركات الغلاف الجوي الأوسط للمريخ ، وهي منطقة حرجة حيث تحمل التيارات الهوائية الغازات بين الطبقات الدنيا والعليا.
يشير الباحثون إلى أن هذه النبضات تكشف عن أهمية الموجات التي تحيط بالكوكب في الغلاف الجوي للمريخ حيث يشير عدد الموجات وسرعتها إلى أن الغلاف الجوي الأوسط للمريخ يتأثر بالنمط اليومي للتسخين الشمسي والاضطرابات الناجمة عن تضاريس الجبال البركانية الضخمة في المريخ.
ومن الجدير ذكره أن هذه البقع النابضة هي بمثابة دليل واضح على أن موجات الغلاف الجوي الوسطى تتطابق مع الموجات المعروفة التي تسيطر على الطبقات العليا والسفلى.
يستخدم علماء بعثة MAVEN الصور الجديدة للمساعدة في إلقاء الضوء على أنماط الدوران المعقدة في الغلاف الجوي للمريخ. حيث أن اكتشافات MAVEN الرئيسية لفقدان الغلاف الجوي وتغير المناخ تُظهر أهمية أنماط الدوران الواسعة التي تنقل الغازات الجوية في الأرجاء ومن السطح إلى حافة الفضاء.