لم يقترب الجسم الكبير المعروف لدى علماء الفلك أكثر من 3.9 مليون ميل من الارض حيث ان هذا الكويكب القريب من الأرض مر بكوكبنا دون أن يحدث أي أضرار، بل على العكس قام بتزويد علماء الفلك بفرصة استثنائية لدراسة جسم يبلغ عرضه حوالي 2 كم دراسة مفصلة وموّسعة.
كانت أقرب نقطة من الأرض لهذا الكويكب الذي يدعى 1998 OR2 في تمام الساعة ال 5:55 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية ، ومن الجدير ذكره أن هذه النقطة التي تعتبر أقرب نقطة بالنسبة لعلماء الفلك لاتزال بعيدة جدا حيث ان هذا الكويكب لم يقترب اكثر من 3.9 مليون ميل باتجاه الأرض وأنه مر بمسافة أبعد من القمر بحوالي 16 مرة.
تم اكتشاف كويكب 1998 OR2 من قبل برنامج تتبع الكويكبات القريبة من الأرض في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا في يوليو 1998 ، وعلى مدار العقدين الماضيين ، قام علماء الفلك بتتبعه، ونتيجة لذلك يتفهم العلماء مساره المداري بدقة بالغة ، ويمكن القول بثقة أن هذا الكويكب لا يشكل أي احتمال للاصطدام بالأرض على الأقل خلال الـ 200 عام القادمة، وأن اقترابه التالي من الأرض سيكون في عام 2079 ، وعند القول أنه قريب أي أنه يكون فقط على بعد حوالي أربعة أضعاف المسافة القمرية من الأرض.
على الرغم من ذلك ، لايزال كويكب OR2 1998 يُصنف على أنه “كويكب محتمل الخطورة” ويرجع السبب في ذلك إلى انه على مدار آلاف السنين قد تؤدي التغييرات الطفيفة جدًا في مداره إلى جعله يمثل خطرًا على الأرض أكثر مما هو عليه الآن. وعلى إثر ذلك تتبع هذا الكويكب أثناء وجوده في أقرب نقطة له من الأرض – باستخدام المقاريب وخاصة الرادار الأرضي – مهمًا ، لأن مثل هذه الملاحظات ستتيح تقييمًا أفضل على المدى الطويل للمخاطر التي يمثلها هذا الكويكب على الأرض.
وجود مثل هذا الكويكب بحجمه الكبير في نقطة قريبة جدا من الأرض أمرا نادر الحدوث حيث ان اقتراب الكويكبات الكبيرة من الأرض في المرة السابقة كان لكويكب فلورينس في سبتمبر عام 2017 ، والذي كان يبلغ عرضه حوالي 5 كم والذي مر بالأرض على بعد يبلغ مسافة البعد عن القمر ب18 مرة. وتم تقدير أن مثل هذا الحجم من الكويكبات ستمر بأرضنا بنفس معدل هذا الارتفاع مرة كل خمس سنوات.
وبسبب حجمها الكبير ستقوم هذه الكويكبات بعكس إشعاع ضوئي ملاحظ ومتوهج أكثر من تلك الكويكبات الصغيرة ولذلك ستكون عملية رصدها بواسطة التلسكوبات أسهل بكثير، حيث أن ما نسبته 98% لمثل هذه الكويكبات الكبيرة تم اكتشافها ومراقبتها وتصنيفها. وعلى إثر ذلك فإنه من غير المحتمل ان يحدث أي اصطدام لمثل هذه الكويكبات بسطح الأرض حتى القرن القادم.
وعلى الرغم من ذلك إلا أن العلماء مستمرون باكتشاف جميع الكويكبات التي من الممكن أن تشكل خطورة على الأرض.