في يوم الإثنين الموافق 6/7/2020 قامت الحكومة الإسرائيلية بالتعاون مع شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI) بإطلاق قمراستطلاعي لم يكُن معلنًا عنه من قبل، حيث أطلقت قمر صناعي يُدعى أُفق 16 بواسطة صاروخ شافيت 2 في مدار أرضي منخفض. هذا القمر مُزوّد بعدسة كهروضوئية التي تلتقط صورًا عالية الدقة للأرض من شأنها أن تفيد وزارة الدفاع الإسرائيلي في عمليّات التجسس.
ولقد أُطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى الكلمة العبرية “אופק” والتي تعني الأُفق، وقد تم تعميم هذا الاسم على جميع الأقمار الصناعية الإسرائيلية بغض النظر عن مهمتها بما في ذلك مهمتي الاستطلاع السابقتين و المركبة الفضائية البصرية والرادارية الاستطلاعية اللاحقة.
أصبحت إسرائيل الدولة الثامنة التي تطور قدرتها الخاصة للإطلاق المداري بعد إطلاق أُفق 1 في سبتمبر 1988 حيث قامت باستغلال هذه القدرة خصيصًا للحمولات العسكرية- بالاعتماد على الصواريخ الأجنبية لنقل أقمارها الصناعية التجارية والمدنية إلى المدار.
وكان أُفق 16 الإطلاق المداري الحادي عشر المعروف الذي حاولت إسرائيل القيام به ، وتاسع قمر صناعي لها يصل إلى المدار وهو أول إطلاق لإسرائيل منذ حوالي أربع سنوات -حيث كان الإطلاق الأخير لها في سبتمبر من عام 2016 حيث أطلقت القمر الصناعي أُفق 11 من خلالها.
تم إطلاق هذا القمر في تمام الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي لإسرائيل (01:00 UTC) من قاعدة بلماحيم الجوية على الساحل الإسرائيلي -التي تعد الموقع الموحد لجميع عمليات الإطلاق المدارية الإسرائيلية- ولتجنب التحليق في سماء الدول المجاورة لإسرائيل -حيث كانت على علاقة متوترة معها تاريخيًا- تم إطلاق الصواريخ من جهة الغرب بحيث تستهدف مدارًا رجعيًا غير مألوف.
مع ميل يبلغ حوالي 142 درجة ، تدور الأقمار الصناعية لأُفق في الاتجاه المعاكس لمعظم الأقمار الصناعية الأخرى ولا تمر فوق مناطق خطوط العرض المرتفعة من الأرض كمركبة فضائية في المدارات القطبية أو المتزامنة مع الشمس التي تستخدمها عادةً بعثات الاستطلاع.
كان خبر إطلاق القمر الصناعي مكتومًا -كما هو معتاد في عمليات الإطلاق المدارية الإسرائيلية- حيث جاء الإشعار الأول عبر تويتر عندما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي عن نجاح إطلاق أُفق 16 إلى المدار بعد ساعة ونصف من إقلاعه، على عكس عمليات الإطلاق في إيران التي تم إدانتها على نطاق واسع حيث أن عمليات الإطلاق الإسرائيلية لم تلقَ ذلك الانتشار على المستوى العالمي.
وعلى الرغم من أن العديد من تفاصيل المركبة الفضائية وعملياتها المخطط لها كانت سرًا ، إلّا أن الحكومة الإسرائيلية كانت منفتحة وصريحة بشأن الطبيعة العسكرية لمهمة أفق 16 من خلال إعلان الإطلاق الذي أكد دورهُ كقمر صناعي استطلاعي، وتبع هذا الإعلان تغريدة تُعرّف هذا القمر على أنهُ ” قمر استطلاعي بعدسة بصرية كهربائية بقدرات متقدمة”. وفي وقتها تم نشر صور ومقاطع فيديو تُظهر أن المركبة الفضائية وصاروخها الذي يحمل القمر الصناعي على وشك الإقلاع.