محمد بن يحيى بن الصَّائغ بن باجَّهْ، أبو بكر التُّجِيْبِيُّ الأندلسي السَّرَقُسْطِيُّ، الفيلسوف الشاعر، وباجَّه تعني الفضة بلغة فرنج المغرب، وقد وُلِدَ في سَرَقُسْطة الأندلسية أواخر القرن الخامس الهجري.
حياته
نشأ في سرقسطة وعمل كاتبا لإبراهيم بن تيفلويت الذي كان يكرمه بسخاء بالغ إذ كان كلاهما يحب الموشحات والموسيقى حتى عينه بن تيفلويت وزيرا وبقي كذلك حتى وفاته بعد أن استطاع ألفونسو المحارب إسقاط دولة بني هود في سرقسطة، اتجه بن باجة إلى شاطبة حيث كانت لا تزال تحت سيطرة أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن تاشفين وكانت علاقة بن باجة بابن أبي الزهر والفتح بن خاقان سيئة حتى أن بن خاقان ألف كتاب قلائد العقيان ومحاسن الأعيان ردا على بن باجة اتهمه فيه بالإلحاد والزندقة ومع ذلك بقي بن باجة وزيرا للمرابطين لمدة عشرين سنة على الأقل حتى مات. تشير عدة مصادر إلى أنه قتل مسموما في مدينة فاس المغربية من قبل بعض خصومه من الأطباء والأدباء. رغم موقف المرابطين المتشدد من العلماء أمثال بن باجة، إلا أنه عين قاضيا على مراكش.
مكانة ابن باجة العلمية
كان يضرب به المثل في الذكاء، وآراء الأوائل، ومعرفة الأنساب، والطب، والموسيقى، ودقائق الفلسفة، يُنَظَّرُ بِـالفَارَابِيِّ، وعنه أخذ: ابن رشد الحفيد، وابن الإمام الكاتب، وبالإضافة إلى ذلك؛ فإن ابن باجة يحظى بمكانة عالية وتقدير علماء الغرب له الذين أطلقوا عليه اسم Avenpace.
مشروعه
عمد ابن باجة إلى العودة بالفلسفة إلى أصولها الأرسطية خالصة كما هي في كتب أرسطو مبتعدا عن أفكار العرفان والأفلاطونية المحدثة فكان بذلك أحد أفراد تيار تجديدي أندلسي حاول فصل الأفكار العرفانية التي اختلطت كثيرا بالفكر الإسلامي والذي بدأ بمشروع ابن حزم الذي عمد إلى تأسيس منهج العودة إلى الأصول واستبعاد القياس في الفقه واستأنف بعد ابن باجة بابن رشد الذي عمد إلى فصل نظام البيان الفقهي عن نظام البرهان الفلسفي. بمصطلح آخر فصل الدين عن الفلسفة كأنظمة استنتاجية وربطهما عن طريق الغايات والأهداف.
ملاحظات ابن باجه على النظام الفلكي
ويذكر حافظ قدري طوقان أن ابن باجَّهْ كانت له ملاحظات قيِّمة على النظام الفلكي الذي وضعه بطليموس، فقد انتقد هذا النظام وبيَّن مواضع الضعف فيه، وقد أَيَّدَ سارطون هذه الفكرة، وقال: “إنَّ البِطْرَوْجِيَّ تأثر بآراء ابن باجَّهْ في الفلك”، كما أن ابن البيطار استشهد في كتابه «الأدوية المفردة» بابن باجَّهْ، واعتمد على رسالته في الطب.
مؤلفاته
يسرد ابن أبي أصيبعة لائحة بثمانية وعشرين مؤلفاً ينسبها إلى ابن باجّة، تقع في ثلاث فئات مختلفة: شروح أرسطوطاليس، تآليف إشراقية، ومصنفات طبية. فمن تآليفه في الطب: كلام على شيء من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس، كتاب التجربتين على أدوية ابن وافد، وكتاب اختصار الحاوي للرازي وكلام في المزاج بما هو طبي.
كان لكتاباته أثر عظيم على ابن رشد ولفلسفة ابن باجّة قيمتان أساسيتان، أولاهما أنه بنى الفلسفة العقلية على أسس الرياضيات والطبيعيات فنزع عن الفلسفة الإسلامية سيطرة الجدل، وخلع عليها لباس العلم. وثانيتهما أنه أول فيلسوف في الإسلام فصل بين الدين والفلسفة في البحث، وانصرف إلى العقل ولهذا اتهم بالإلحاد والخروج عن تعاليم الدين، وقد لام أبو حامد الغزالي لميله إلى التصوف. وقال
معلومات شخصية | |
---|---|
الميلاد | 487 هـ/1080م سرقسطة |
الوفاة | رمضان 533 هـ/ مايو 1138م – فاس |
مكان الدفن | فاس |
الإقامة | الأندلس |
العرق | عربي ـ أندلسي |
الحياة العملية | |
العصر | المرابطين |
تعلم لدى | أبو جعفر بن هارون الترجالي |
المهنة | عالم مسلم، فيلسوف، رياضياتي، عالم فلك، كاتب، طبيب |
اللغات | العربية |
مجال العمل | الفلسفة، علم الفلك، الفيزياء، الرياضيات، الموسيقى، الطب |
أثر في | ابن رشد، ابن طفيل، أبو اسحق البطروجي، ألبيرتوس ماغنوس |
وفاته
ولقد کان للفلاسفة في إفریقیة خصوم الدّاء، ولعل ابن باجة کان اسوأ فلاسفة من خصومه حظاً رموہ بالمروق والإلحاد، وقام الفتح ابن خاقان یغري به العامة والرؤساء، وقد کان ابن باجة یشارك الأطباء في صناعتهم فحدوہ حتی بلي بتحن کثیرۃ وشناعات من العوام وقصدوا إھلاکه وسلمه الله منھم۔ وأخیراً نجح الطیب أبو العلاء بن زھر في دس السم له فمات متأثراً به في رمضان عام 533 هـ (مايو 1138م) في فاس، وبھا دفن، وکان قبرہ قرب قبر ابن العربي. وودع ابن باجة الدنیا ولما یتجاوز مضمار الشباب.