في سماء ما قبل الفجر يوم الاثنين (14 سبتمبر) في حال كنت من عشاق تأمل منظر السماء في فترة ما قبل الفجر فإنك ستحظى برؤية عرض سماوي مبهر.
قبل ساعات قليلة من شروق الشمس، ستظهر قطعة رفيعة من الهلال المتضائل في الأفق الشمالية الشرقية ويتمركز بجانبه على جهة اليسار “نجمة” بيضاء فضية باهرة تتألق بتوهج ثابت وفي الواقع هذه ليست نجمة وإنما كوكب الزهرة المتألق الذي سيكون لامعا بقوة -4.2 (أكثر سطوعًا بثلاثة عشر مرة من سيريوس ، النجم الأكثر سطوعًا) على بعد 88.8 مليون ميل (142.8 مليون كيلومتر) من الأرض.
ستهيمن إطلالة كوكب الزهرة على السماوات من الوقت الذي يظهر فيه فوق الأفق الشمالية الشرقية في حوالي الساعة 3 صباحًا بالتوقيت المحلي الصيفي ؛ أي حوالي أربع ساعات قبل شروق الشمس وحوالي ساعتين قبل بزوغ الفجر.
ألمع جسمين في السماء الليلية – القمر والزهرة- سيفصل بينهما مسافة تقدر بخمس درجات في صباح الاثنين والذي سيزيد الجمال جمالا لهذا الاقتران هو ظاهرة سطوع الأرض – بحيث سيبدو الجزء الغير مضاء من القمر متوهجا باللون الأزرق الرمادي الغامض الذي وصفه ليوناردو ديفينشي لأول مرة في كتابه “Codex Leicester” ، بأنه من الممكن ان يكون ناجم عن أشعة الشمس المنعكسة عن المحيطات وقمم السحب على الأرض المواجهة للقمر.
سيضيء القمر بنسبة 12٪ فقط من الشمس ؛وسيظهر كقطعة فضية ضئيلة باللونين الأصفر والأبيض متباينة مع الجزء الأزرق الرمادي لبقية القرص القمري ، مما يمنحه مظهرًا ثلاثي الأبعاد مذهلاً ، خاصة عندما تتم رؤيته عن طريق المناظير.
ومع مرور ساعات الصباح سيقفز القمر والزهرة إلى السماء الشرقية، وعلى الرغم من أن الزهرة قد مر بالاستطالة القصوى من الشمس إلأ أن هذا الكوكب اللامع لا يزال في ذروة لمعانه في الصباح – بالنسبة لمراقبي السماء في منتصف خطوط العرض الشمالية- على ارتفاع 40 درجة عند شروق الشمس طوال شهر سبتمبر.
علاوة على ذلك سيبعد الزهرة حوالي 2.25 إلى 2.5 درجة جنوب مركز التجمع النجمي المعروف باسم خلية النحل (M44) المتواجد في كوكبة السرطان من يوم السبت إلى صباح الاثنين من 12- 14 سبتمبر والذي سيكون منظرا خلابا عند رؤيته من خلال المنظار.
من الجدير ذكره أن وقت الفجر هو أفضل وقت لدراسة الزهرة في التلسكوبات. لكن من الناحية التلسكوبية ، أصبح كوكب الزهرة الآن مجرد قرص صغير متزايد بلا معالم.
بحلول نهاية الشهر ، سيكون كوكب الزهرة قد هبط في حدود 5 درجات بالقرب من النجم اللامع قلب الأسد ( المليك) ، والذي سيمر قريبًا جدًا في سمائنا في 3 أكتوبر.