متفرجون يشاهدون صاروخ Long March-5 ، الذي يحمل مسبار تيانوين -1 مارس ، وهو ينطلق من مركز وينشانغ لإطلاق الفضاء ، 23 يوليو 2020.
تصوير : Yang Guanyu / Xinhua via AP
تم إطلاق مسبار Tianwei-1 على متن صاروخ March 5 من جزيرة هاينان الصينية من مركز وينشانغ لإطلاق الأقمار الصناعية صباح أمس الخميس الموافق 23 يوليو هذا العام الساعة 12:41 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية.
ستحمل هذه المهمة معها مركبة مؤلفة من ثلاث أقسام مسبار مراقبة سوف يدور حول المريخ، مركبة هبوط وعربة متجولة في نفس الوقت وبذلك تعد أول مهمة مزدوجة يتم إرسالها إلى الكوكب الأحمر.
يشكل مسبار Tianwei-1 طوحًا للشعب الصيني خاصة وانه سيكون أول بصمة لهم في الكوكب الأحمر بعد فشلهم في إطلاق مهمة Yinghuo-1 في نوفمبر 2011 . Tianwei-1 سوف تدور وتهبط وستقوم بإنزال عربة تجوال وتنسيق عمليات الرصد في المدارات. وكما أقر العلماء أنه في حال نجحت هذه المهمة سوف تسجل بصمة كبيرة في العالم التكنولوجي وذلك لأنه لم يسبق لتاريخ إطلاق المهمات تنفيذ مثل هذه المسروليات.
قياس المريخ
في حال سير الأمور على ما يرام سوف يصل Tianwei-1 للكوكب الأحمر بحلول عام 2021 في فبراير . وسوف تلامس هذه المركبة سطح المريخ بعد اثنين أو ثلاثة أشهر من وصوله إلى المدار في منطقة Utopia Planitia في النصف الشمالي من المريخ وهي ذات المنطقة التي هبطت فيها مركبة Viking 2 عام 1976.
وسيبقى هذا المسبار المشغل عن طريق الطاقة الشمسية في المريخ لمدة 90 يومًا مريخيًا دارسًا تفاصيل البيئة المحيطة. (اليوم المريخي الواحد يزيد عن اليوم الأرضي بـ 40 دقيقة) . وسيقوم بدراسة البيئة المحيطة باستخدام ستة معدات علمية مختلفة وهي كاميرا متعددة الأطياف، كاميرا لتصوير التضاريس، رادار استكشاف أعماق سطح المريخ، كاشف تكوين السطح، كاشف المجال المغناطيسي و مراقب الأرصاد الجوية للكوكب الأحمر.
سيستقر المسبار بعدها في مدار إهليلجي قطبي بالقرب من سطح المريخ على بعد 165 ميلاً (265 كيلومترًا) وعلى مسافة 7456 ميلًا (12000 كم). وسيبدأ ببث المعلومات إلى الأرض وتجميع المزيد من المعلومات الخاصة به باستخدام سبعة معدات علمية وهي رادار استكشاف ما تحت السطح، كاميرتين، جهاز تحليل الأيونات والجزيئات المحايدة، مقياس التركيبة المعدنية للكوكب، أجهزة قياس مغناطيسية، بالإضافة إلى جهاز تحليل الجزيئات النشطة على سطح الكوكب.
إجمالًا ، يعد هدف مهمة Tianwen-1 متمثلًا في أخذ قياسات المريخ بطرق مختلفة. ولكن الأهداف المتعمقة أكثر لهذه المهمة تتمثل في: تخطيط البنية الجيولوجية لهذا الكوكب الأحمر
– تتبع خصائص التربة الموجودة على السطح وتوزيع جليد الماء .
– تحليل تكوين المواد السطحية
– قياس الغلاف المتأين والبيئة المناخية في المريخ
– استيعاب المجالات الفيزيائية ( الكهرومغناطيسية و الجاذبية) في الكوكب .
– ومن الجدير ذكره أن هذه التسمية للمهمة Tianwen-1 والتي تعني (أسئلة للسماء) تم استيحائها من اسم قصيدة لشاعر مشهور صيني.
صيف المريخ الحافل
خلال الأربع الأيام الماضية تعد مهمة Tianwen-1 ثاني مهمة تنتطلق من الأرض، حيث تم إطلاق المسبار الإماراتي (الامل) يوم الأحد الموافق 19 يوليو لدراسة الطقس والغلاف الجوي للمريخ منطلقًا إلى الفضاء من المحطة اليابانية على متن صاروخ H-2A. كما أنها تعد أيضًا المهمة الاولى بالنسبة للإمارات والوطن العربي كافة. وصيف المريخ الحافل هذه السنة لم يكتف فقط بإطلاق هذين المهمتين بل سيتم إطلاق مهمة مريخية تابعة لوكالة ناسا الفضائية تُدعى Perseverance في 30 يوليو. وكان من المفترض أن تنضم مهمة ExoMars الأوروبية الروسية أيضًا إلى حفل الإطلاق هذا الصيف ، لكنها واجهت مشاكل فنية لن يتم حلها قبل عام 2022.
وهذه المهمات جميعها لم يتم إطلاقها إلى المريخ بنفس التوقيت مصادفةً بل ذلك يرجع إلى الحركة المدارية ، حيث أن الأرض والمريخ يتمركزون في أنسب نقطة في مداريهما لإطلاق المهمات وهذه الحالة تحدث كل 26 شهرا .
ومن الجدير ذكره أن مهمة Perseverance التابعة لناسا التي تعد تحفة مهمات المريخ عام 2020 ستقوم بالبحث عن وجود بصمات تدل على وجود حياة قديمة في فهوة Jezero التي كانت تضم بحيرة ونهر دلتا منذ مليارات السنين وستقوم هذه المهمة بأعمالًا أخرى بما في ذلك جمع العينات وتخزينها مؤقتًا للعودة المستقبلية إلى الأرض.
سيعرض مارس 2020 أيضًا تقنيات جديدة ، مثل أول طائرة هليكوبتر تطير سماء غريبة وجهازًا مصممًا لتوليد الأكسجين في الغلاف الجوي المريخي الذي يهيمن عليه ثاني أكسيد الكربون.
جميع هذه المهمات المريخية من المخطط لها أن تصل إلى الكوكب الأحمر في شهر فبراير في العام القادم.