تم الكشف مؤخرا عن “نبضات قلب” قادمة من سحابة غازية كونية التي تبدو وكأنها تنبض بالتزامن مع ثقب أسود مجاور لها .
لاحظ فريق دولي من الباحثين “نبضات القلب” في سحابة غاز كونية في كوكبة النسر من خلال استخدام بيانات من مرصد أريسيبو في بورتوريكو وتلسكوب فيرمي لأشعة غاما الفضائي التابع لناسا، حيث تبين لهم وجود نبضات تبدو وكأنها تنبض مع إيقاع ثقب أسود يبعد عنها حوالي 100 سنة ضوئية ، وعلى هذا النحو أشارت دراسة حديثة إلى أنه من الممكن أن يكونا مرتبطين ببعضهما .
كان فريق البحث يراقبون نظام يعرف باسم S 433 ، يبعد عنا حوالي 15000 سنة ضوئية ، والذي يتضمن نجمًا عملاقًا تبلغ كتلته حوالي 30 ضعف كتلة شمسنا بالإضافة إلى هذا الثقب الأسود الضخم.
يدور الثقب الأسود والنجم حول بعضهما البعض وبعدها يمتص الثقب الأسود المواد من النجم العملاق مشكلا قرصا يدور حوله.
أشار جيان لي ، أحد الباحثين – إلى ” أن هذه المادة تتراكم قبل أن تسقط في الثقب الأسود على شكل قرص حوله مثل الماء في الدوامة فوق مصرف حوض الاستحمام”، لذا معظم هذه المادة لا يبتلعها الثقب الأسود إنما تنطلق بسرعة عالية على شكل نفاثتين ضيقتين في اتجاهين متعاكسين أعلى وأسفل القرص المتراكم الدوار.
تتكون هذه النافثات من جزيئات عالية السرعة بالإضافة إلى المجالات المغناطيسية فائقة القوة التي تصدر الأشعة السينية وأشعة غاما، ومن ثم ينطلق هذا القرص ، وستنطلق النفاثات في الفضاء على طول مسار حلزوني وليس على شكل خط مستقيم.
يتأرجح نظام SS 433 على مدار 162 يوما ، وفي الوقت نفسه وجد الباحثون نفس هذا النمط في أشعة غاما الصادرة عن السحابة الغازية الغامضة التي أُطلق عليها اسم Fermi J1913+0515.
وفي آخر الدراسات التي نشرت في 17 أغسطس تم التوصل إلى أن الانبعاثات الصادرة عن هذه السحابة الغازية أو “دقات القلب” تم إنتاجها بواسطة نظام SS 433 .
على الرغم من ذلك إلا أن هذه السحابة الغازية تبعد عن الثقب الأسود مسافة تقدر بحوالي 100 سنة ضوئية لذا نحن بحاجة إلى المزيد من الدراسات والملاحظات لمعرفة كيف تمكن الثقب الأسود من إنعاش دقات القلب في هذه السحابة الغازية على الرغم من هذه المسافة البعيدة.