أجبر رواد الفضاء على إجراء “جراحة قلب مفتوح” على متن المحطة الفضائية الدولية هذا العام، لتوسيع مهمة البؤرة الاستيطانية المدارية.
ووقع تنفيذ هذا الإجراء على ارتفاع 400 كلم في الفضاء، على أجهزة الكمبيوتر في المحطة الدولية، حيث شبهت الوكالة الأوروبية هذه العملية بـ”جراحة القلب المفتوح” بسبب تعقيد المهمة.
ويتم التحكم في العديد من أنظمة المحطة الفضائية بواسطة أجهزة كمبيوتر نظام إدارة البيانات (DMS)، في وحدة Zvezda الروسية التابعة لمحطة الفضاء الدولية.
ولضمان استمراريتها في العمل، تعمل ثلاث وحدات بالتوازي، اثنتان منها نشطتان، فيما تظل الثالثة في حالة تأهب لأي طارئ، ويتم الاحتفاظ بوحدة رابعة كاحتياطي يتم استخدامه بمجرد حدوث مشكلات في أحد أجهزة الكمبيوتر في الخدمة الفعلية.
وتقول وكالة الفضاء الأوروبية، إن الأنظمة التي صممت من قبل شركة إيرباص العملاقة في مجال الطيران، قبل 20 عاما، تلعب دورا مهما من خلال توفير بيانات الملاحة والاتصالات والعمليات للقسم الروسي من المحطة الفضائية الدولية.
وقد يكون الانهيار المفاجئ لأجهزة الكمبيوتر هذه “كارثيا” بالنسبة لمحطة الفضاء الدولية والرواد الستة الذين يعتبرونها منزلهم، وربما يؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة.
وبعد سنوات من العمليات، لاحظ المهندسون أن معظم حالات الفشل في أجهزة الكمبيوتر الموجودة في المدار، حدثت في وحدات الذاكرة، في إحدى لوحات الدارات المطبوعة لأجهزة الكمبيوتر.
وفي كل مرة تتم فيها إزالة جهاز كمبيوتر معطل وإعادته إلى الأرض لإزالة الخلل، ثم إرجاعه إلى الفضاء لتشغيله مجددا، تحدث تأثيرات على الخدمات اللوجستية، وهو ما يجعل هذه الممارسة “غير مستدامة”.
ولذلك، في 2015، تم اتخاذ قرار بطباعة لوحات دارات جديدة من شأنها أن تساعد في الحفاظ على محطة الفضاء الدولية في المدار.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية: “نظرت فرق من روسيا وأوروبا في تحديث لوحات الكمبيوتر مباشرة بواسطة أحد الرواد في المحطة الفضائية في وضعية انعدام الوزن، وهو ما يعادل جراحة القلب المفتوح على الأرض”.
وأضافت الوكالة: “لم تكن هذه مهمة سهلة، بالنظر إلى أن أجهزة الكمبيوتر لم تصمم للصيانة في المدار، وكانت وحداتها مغلقة بمسامير صغيرة، أو بلاصق”.
ومثل الكثير من الاستعدادات للسير في الفضاء، تدرب المهندسون والرواد الروس على العملية في الأرض لضمان إمكانية القيام بها وتنفيذها في الفضاء دون مخاطر.
وبمجرد وصول لوحات الدارات المطبوعة إلى محطة الفضاء الدولية في عام 2018، كان على الفرق الجديدة من رواد الفضاء المدربين إجراء ما وصف بـ”عملية زرع القلب”، وتم تنفيذ العملية بنجاح في يناير 2019.
ومنذ ذلك الحين، انتظر رواد الفضاء وقوع عطل في أحد أجهزة الكمبيوتر الأخرى حتى يتم استبداله بذلك الذي وقع إصلاحه في المدار لاختبار مدى فعالية العملية.
وفي نوفمبر الماضي، واجه أحد الكمبيوترات القديمة بعض المشكلات، لذا تمت إزالته وتعويضه بـ”الوحدة الجديدة”.
ومن خلال استبدال الأجزاء المعطلة بدلا من نظام الكمبيوتر بالكامل، وفرت محطة الفضاء الدولية كلا من الوقت والمال، حيث انتقل الإجراء المكلف لنقل واستبدال الوحدة بأكملها من عملية تستغرق 6 أشهر إلى عملية تستمر بضعة أيام فقط.
وأكدت وكالة الفضاء الأوروبية أن جميع أنظمة المحطة الفضائية تعمل الآن بشكل صحيح، ما يبقي محطة الفضاء الدولية في مدار مستقر. والهدف من هذا الإجراء هو إطالة عمر المحطة الفضائية إلى عام 2030 وما بعده، وبمجرد أن تصبح المحطة قديمة، سيتم “ترحيلها” إلى المحيط الهادئ.
المصدر: إكسبرس