للمرة الثانية : التمكن من رصد وميض فريد أثناء انفجار المستعر الأعظم

صورة مركبة لـ SN2019yvq (النقطة الزرقاء). (ZTF / شمال غرب / كالتيك)

للمرة الثانية يتمكن الفلكيون من رصد وميض فريد ومذهل للأشعة فوق البنفسجية ناتج عن انفجار قزم أبيض ، الأمر الذي بدوره سيزود العلماء بالأسباب التي حفّزت هذه النجوم القديمة على الانفجار.

 أصبح العلماء أكثر وعيًا بهذا النوع الفريد من المستعر الأعظم والذي يُدعى بـ SN2019yvq . بعد يوم واحد من الانفجار في نهاية ديسمبر، وخلال ساعات تمكن العلماء من تصنيف هذا الحدث ضمن المستعر الأعظم من نوع La والذي لم يكن حدث نجمي عادي وإنما تميز بومضه النادر للأشعة فوق البنفسجية( UV) الذي كان يبحث عنه العلماء لسنوات عدة حيث يُعتبر هذا الانفجار واحد من أشهر الانفجارات الكونية.

يقع المستعر الأعظم SN2019yvq في في مجرة تبعد  حوالي 140 مليون سنة ضوئية عن الأرض وبدأت رؤية وميضه الفريد لبضعة أيام قبل توقف الانبعاث.

لا يزال العلماء حائرين حول معرفة السر وراء هذا الضوء الغريب وذلك لأن الأقزام البيضاء لا تصل إلى درجة الحرارة الكافية لتوليد مثل هذا النوع من ضوء الUV حيث أن النجوم في هذه المرحلة ليست بهذه السخونة التي تسمح بإنتاج ضوء مثل ضوء ال UV الشديد وهذا لا يدل إلا على شيء واحد وهو حدوث أمر غير معتاد في هذا المستعر الأعظم جعله ظاهرة مثيرة.

في الوقت الحالي لا يزال هناك أربعة إحتمالات  يمكن أن يكون لها يد في  إثارة مثل هذه الأحداث لكن خلال العام المقبل أو نحو ذلك من المتوقع أن يتم تحديد الآلية الدقيقة المسؤولة عن إصدار هذا الضوء الفريد. 

من الممكن أن يكون السبب وراء عدم استقرار القزم الأبيض هو استهلاك مادته النجمية من قبل نجم مصاحب له في نظام ثنائي وبالتالي قد يكون السبب وراء تشكل وميض ال UV هو اصطدام هذه المواد النجمية بعضها ببعض . 

ويوجد هناك احتمال آخر لتشكيل هذا الوميض وهو إصداره نتيجة الزيادة الكبيرة في الحرارة بسبب الاختلاط بين النواة الداخلية للقزم الأبيض والطبقات الخارجية ، أو نتيجة إشعال الهيليوم للكربون في النجم.

وآخر احتمال هو اتحاد نجمين من القزم الأبيض الأمر الذي يؤدي إلى إصدار هذا الوميض  نتيجة احتكاك المواد بين النجمين. وسيظل الأمر محيرًا حتى توضح الصورة بعد استقرار هذا الحدث النجمي. 

مع مرور الوقت – بعد مرور سنة تقريبا-  بعد انتقال المواد المتفجرة إلى مكان أبعد من المصدر وبعد تناثرها سيتمكن العلماء من رؤية مركز الانفجار بصورة أوضح وأعمق مما يجعلهم قادرين أخيرًا على فهم ما جعل هذا القزم الأبيض ينفجر بهذا الشكل المذهل ، ويمكن أن تساهم تلك الاستنتاجات على معرفة الكيفية في توزيع الحديد المتولد في المستعرات الأعظمية عبر الفضاء (والتي لها علاقة في تكوين كوكب الأرض).بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يساعد هذا النوع من انفجارات المستعر الأعظم  على كشف الحقائق المجهولة حول الطاقة السوداء المعروفة بغموضها والتي لها تأثير على توسّع الكون وسرعته. 

مقالات ذات علاقة