وفقًا لدراسة جديدة نُشرت قبل أيام قليلة من إطلاق المهمة الصينية إلى المريخ في الأسبوع الماضي والتي أقرت أن المسبار الصيني سيحاول الهبوط في الشمال الشرقي للمريخ. وهذه الدراسة تم إجرائها من قبل أعضاء فريق مهمة Tianwen-1 المريخية. والهدف الأساسي لهذه الدراسة هو إرسال مسبار ومركبة هبوط إلى الكوكب الأحمر.
وكشفت هذه الدراسة تفاصيل جديدة بشأن مسبار Tianwen-1 مسلطةً الضوء على الموقع الذي ستهبط فيه والأهداف العلمية بالإضافة إلى التعريف بالمعدات العلمية المرفقة.
مسبار Tianwen-1 – الذي يرجع تسميته إلى عنوان قصيدة كتبها كو يان والتي تعني “تساؤلات عن الجنة” – من المتوقع أن ينطلق على متن صاروخ لونج مارش 5 في نهاية يوليو أو بداية شهر أغسطس من المقاطعة الصينية وينشانغ في جزيرة هاينان. وسوف تصل المركبة الفضائية إلى سطح المريخ في فبراير 2021 الوقت الذي يتزامن مع وصول مسبار الأمل الإماراتي و مسبار Perseverance التابع لوكالة ناسا للكوكب الأحمر . ووفقًا للدراسة أعلاه سيستمر المسبار الصيني موجودًا في مداره لشهرين أو ثلاثة أشهر قبل بدأ محاولته في الهبوط.
منطقة الهبوط المخصصة للمسبار الصيني هي Utopia Planitia وهي عبارة عن فوهة تشكلت نتيجة حدوث اصطدام كبير على سطح المريخ – والذي هبطت فيه أيضًا مركبة الهبوط Viking 2 التابعة لناسا عام 1976 – وقامت الصين بعزل جزء كبير من الحقول الشاسعة من منطقة Isidis Planitia إلى البركان الكبير Elysium Mons على سطح المريخ كمناطق هبوط مرشحة لمركبتها القادمة.
الارتفاع المنخفض لمنطقة الهبوط يعني أنه سيكون هناك مزيدًا من الوقت والجو المناسب للمركبة الفضائية للدخول ببطء والانزلاق إلى السطح بأمان، وكذلك الارتفاع المنخفض سيساعد على كسب أكبر قدر ممكن من أشعة الشمس الكافية لتشغيل المسبار الذي يزن حوالي 240 كغم، و سيكون السطح الأملس نسبيًا للمريخ مناسب جدًا للتجوال .
من المتوقع أن يباشر هذا المسبار بالعمل بعد حوالي 90 يوم مريخي ،يتميز هذا المسبار بتوفر رابط اتصال مع الأرض أثناء إجرائه ملاحظاته العلمية الخاصة لمدة عام مريخي. ( اليوم الواحد في المريخ يعادل يوم واحد في الأرض زائد 40 دقيقة : سنة مريخية واحدة تعادل 687 يوم أرضي).
سيتم وضع المسبار في المدار القطبي لتمكينه من تحديد التركيبة الجيولوجية و شكل المريخ من خلال استخدام رادار للتعرف على سمات التربة وأماكن توزيع المياه المجمدة وقياس الغلاف الأيوني والمجالات الكهرومغناطيسية والجاذبية في أعماق سطح المريخ، هذا بالإضافة إلى قيامه بتحليل تركيبة المواد الموجودة على السطح ودراسة خصائص المناخ والبيئة المريخية.
ومن الجدير ذكره أن أحد العلماء الذي كان له دور كبير في صناعة المسبار “Wan Weixing” قد توفي قبل أن يشهد عملية الإطلاق، ويذكر أنه كان رائد فضاء عالمي وكانت له الكثير من الإنجازات في برنامج علوم الكواكب الصيني . وكان Weixing اسم على مسمى حيث أن اسمه بالعربية يعني “القمر الصناعي”.