الاحتفالية السنوية الثامنة لإطلاق مسبار كيوريوسيتي روفر المريخي التابع لناسا

صورة ذاتية لمركبة Curiosity Mars التابعة لوكالة ناسا تم التقاطها في 15 يونيو 2018. أدت عاصفة ترابية على المريخ إلى تقليل ضوء الشمس والرؤية في موقع المسبار في Gale Crater في ذلك الوقت.

في حال انتهاء مهمة مسبار Curiosity بالتطابق مع دراسات ناسا القديمة ستكون ناسة في غاية ابتهاجها ورضاها عن هذه المهمة العظيمة. 

في 5 أغسطس احتفل مسبار كيوريوسيتي روفر بعامه الثامن ( 8 أعوام أرضية ) على سطح الكوكب الأحمر، بعد أقل من أسبوع من تحليق مركبة Perseverance باتجاه المريخ، وهذا التزامن كان مقصودًا حيث شارك مسبار Perseverance هيكل مسبار كيوريوسيتي روفر واستراتيجية هبوط  Sky crane. ومن بين جميع الميزات سيضيف هذا المسبار الجديد على الاكتشافات العديدة التي أنجزها مسبار Curiosity على مر السنين. 

انطلق مسبار كيوريوسيتي روفر في نوفمبر عام 2011 وهبط داخل فوهة غيل (Gale) التي يبلغ عرضها حوالي 96 ميل (154 كم) ليلة أغسطس 2012 وباشر في مهمته السطحية المصممة لتدوم عامًا واحدًا على الأقل على سطح المريخ ( أي ما يعادل 287 يومًا أرضيًا).

يكمن الهدف الأساسي لمهمة مسبار كيوريوسيتي البالغ 2.5 مليار دولار – والمعروف رسميًا باسم مختبر علوم المريخ- في تقييم ما إذا كانت فوهة Gale تضمن ظروف معيشية جيدة في قديم الزمان. وجاء بأخبار مرضية في هذا الاتجاه كونه أثبت أن هذه الفوهة قد كان بداخلها بحيرة وجدول صالح للسكن فيها قبل ملايين السنين. هذا بالإضافة إلى اكتشافه مواد كيميائية عضوية معقدة في الصخور الموجودة في هذه الفوهة والتي تعد عمود من أعمدة الحياة. 

ومن الجدير ذكره أن  تدحرج هذا المسبار في أعمدة الميثان أدّى إلى اكتشافه نمطًا موسميًا في تركيز هذا الغاز والذي من الممكن أن تكون الكائنات الحية الدقيقة مسؤولة عن إنتاجها. 

وصل هذا المسبار المريخي إلى قاعدة جبل شارب الذي يقع على ارتفاع 3.4 ميل (5.5 كم) من فوهة Gale في سبتمبر 2014. وعلى مدى السنوات الست الماضية ، كان المسبار يتسلق عبر سفوح الجبل ، ويدرس الصخور للحصول على أدلة حول بيئات Gale الصالحة للسكن وكيف تحول المريخ إلى كوكب صحراوي بارد وجاف كما نعرفه اليوم.

أشار مسؤولون في وكالة ناسا أنه خلال الثمان سنوات التي أمضاها  كيوريوسيتي على سطح الكوكب الأحمر تمكن من حفر 27 عينة صخرية واحتفظ بست عينات من التربة ووضعها على بعد 23 كم على سطح المريخ ليتمم من بعده العمليات البحثية مسبار Perseverance التابع لوكالة ناسا . 

وتم الاتفاق بشأن إطلاق مهمة مسبار Perseverance الذي تبلغ قيمته حوالي 2.7 مليون دولار للتبّحر في النتائج التي توصل لها مسبار كيوريوسيتي. حيث سيقوم هذا المسبار الجديد برصد الدلائل التي توحي بوجود حياة قديمة في فوهة جيزيرو الموجودة على سطح المريخ والتي يبلغ عرضها حوالي 28 ميل (45 كم) والتي من المتوقع أن تكون قد احتوت على بحيرة ونهر دلتا قبل ملايين السنين. 

وستقوم مهمة Perseverance بجمع وتخزين العينات لضمان عودتها المستقبلية إلى الأرض الأمر الذي بدوره سيمكن العلماء على اختبار العديد من التقنيات التكنولوجية الجديدة بما فيها طائرة مروحية صغيرة (Ingenuity) وآله تقوم بإطلاق الأكسجين من الغلاف الجوي الرقيق للمريخ الذي يهيمن عليه ثاني أكسيد الكربون. 

ومن المخطط وصول هذا المسبار الحديث إلى سطح المريخ في 18 فبراير 2021 وفي ذلك اليوم ربما سيأخذ مسبار كيوريوسيتي قسطًا من الراحة من عملياتها في فوهة Gale موجهة نظرها إلى سماء المريخ مرحبة بالوصول الجديد لمسبار 2020. 

مقالات ذات علاقة