لطالما أربك غموض تشكل النجوم في المجرات القزمة الصغيرة المنتشرة في الكون علماء الفلك. لكن الآن تمكن فريق بحث عالمي من التوصل إلى نتيجة أن هذه المجرات الصغيرة الخامدة تقوم بتجميع الغاز ببطء على مدى بلايين السنين، الأمر الذي بدوره يؤدي إلى زيادة وزن هذا الغاز مما يؤدي إلى انفجاره وبالتالي تتشكل النجوم. وتم نشر هذه الدراسة في الجمعية الفلكية.
من بين آلاف الملايين من النجوم الموجودة في مجرات الكون وعندما تمر مجرة درب التبانة من بين اثنين إلى أربعة مئات البلايين من النجوم، فقط عشرات الآلاف من تلك النجوم ترجع إلى المجرات الصغيرة القزمة . لذا كان أمر تشكل هذه النجوم في المجرات القزمة الصغيرة يكتنفها الغموض.
لكن مؤخرًا تمكن فريق من العلماء في جامعة Lund في سويدان من التوصل إلى أن المجرات القزمة قادرة على البقاء في حالة سبات لبلايين السنين قبل البدء في تشكيل النجوم مرة اخرى.
ومن المتوقع أن هذه المجرات توقفت عن تشكيل النجوم قبل حوالي 12 بليون سنة، لكن هذه الدراسة تبين أن هذا السبات الذي تقوم به هذه المجرات القزمة هو مجرد فترة مؤقتة .
من خلال محاكاة حاسوبية عالية الدقة، أشار الباحثون إلى أنه تم انتهاء وتوقف تشكيل المجرات القزمة للنجوم نتيجة لعمليات التسخين والتأين الناتجة عن النجوم حديثة الولادة ذات الضوء الساطع المنتشر في الكون.
تُعيق انفجارات نجم القزم الأبيض -(وهي عبارة عن نجم صغير خافت ناجم عن النواة بعد موت النجم) – عمليات تشكل النجوم في المجرات القزمة.
وبعض التقديرات الأخرى بيّنت أن المجرات القزمة لديها القدرة على تجميع الوقود على شكل غاز الذي بدوره يتكاثف بشكل تدريجي مخلفًا وراءه ولادة نجوم جديدة. وهذا هو السبب في تشكّل النجوم في المجرات القزمة الخافتة الذي لطالما حيّر الفلكيون.
المحاكاة الحاسوبية التي تم استخدامها بواسطة الباحثون في هذه الدراسة تتطلب الكثير من الوقت حيث أن كل مرحلة في هذه المحاكاة تستغرق حوالي شهرين وهو ما يعادل عمل 40 حاسوبًا محمولًا على مدار الساعة.
ولا يزال هذا البحث مستمرًا في تطوير طرق لتوضيح العمليات وراء تشكيل النجوم في المجرات الكونية القزمة بشكل أفضل.
بالتعمق أكثر في فهم هذا الموضوع سيتم التوصل إلى رؤى جديدة في نمذجة العمليات الفيزيائية الفلكية كانفجار النجوم وعمليات التبريد والتسخين للغاز الكوني .
بالإضافة إلى ذلك، هذا التعمق بالبحث سيعبّد الطريق أمام توقع عدد النجوم الأقزام التي تشكلت في هذا الكون والتي يمكن اكتشافها بواسطة التلسكوبات الفلكية.