كشفت دراسة حديثة منبثقة عن الجامعة الوطنية الأستراليّة عن إطلاق مجرتنا العظيمة لسحب غازية باردة من مركزها المجري ” كسرعة إطلاق الرصاص”، وعلاوة على ذلك لم يتوصل العلماء بعد إلى معرفة السبب وراء إطلاق هذا الغاز، حيث يعتقد البعض أن إطلاق المجرة لمثل هذه السحب الغازية قد يحمل معه العديد من الانعكاسات على مستقبلها وذلك لأن استمرار تشكيلها للنجوم يتطلب توفر الغاز فيها.
عندما يتم إلقاء الكثير من الكتلة سيتم خسارة بعض المواد التي من الممكن أن يكون لها دورا في تشكيل النجوم، وفي حال استمرت مجرتنا في إطلاق هذه المواد ربما تفقد كمية كافية من الغازات وبذلك ستكون غير قادرة على تكوين النجوم مرة اخرى.
لذا ، أن تكون قادرًا على رؤية تلميحات عن فقدان مجرة درب التبانة لهذا الغاز المكون للنجوم هو نوع من انواع الإثارة – حيث أنه يجعلك تتساءل عما سيحدث بعد ذلك.
العديد من الدراسات الحديثة لمجرة درب التبانة تبين انه لا زلنا نحتاج إلى التعمق بالبحث عن الغاز الذي تنتجه وتطلقه. وعلى إثر ذلك وضحت جهود 2019 باستخدام بيانات من تلسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة ناسا خلال العشر سنوات الماضية أن غازات هذه المجرة خلال هذا الوقت كانت في حالة ازدياد لأسباب غير واضحة حتى الآن.
وفي مشروع لهابل منفصل تم إصداره عام 2015، تم الكشف عن انتشار فقاعات غازية في المركز المجري تمتد بسرعة 3.2 مليون كم/ الساعة، والتي تمثل الطاقة المتبقية من حدث كبير في المركز يبدو أنه قد حدث منذ فترة طويلة، وبالرجوع إلى عام 2011 ، اقترحت دراسة أن هالة الغاز التي تحوم في مجرة درب التبانة من الممكن أن تكون المصدر الرئيسي للوقود اللازم لتشكيل النجوم.
من الجدير ذكره أن هذه الدراسة الجديدة لم تقتصر في بحثها على الغاز الخاص بمجرة درب التبانة بل ستسلط الضوء أيضا على العديد من الاستفسارات حول الأنشطة التي تجري في مركز مجرتنا، حيث انه من الممكن أن تحتوي مجرتنا على ثقب أسود هائل لكن الباحثون ليسوا متأكدين بعد إذا كان هذا الثقب الأسود مسؤولا عن إطلاق الغاز من المركز المجري، لكن على الأرجح قد تكون النجوم الضخمة الموجودة في نواة المجرة هي التي قامت بقذف الغاز بواسطة جاذبيتها المجتمعة.
التفت العلماء إلى أن الغاز المنبعث من المركز ليس فقط غازا حارا وإنما تبعث أيضا غازا باردا ذو كثافة عالية مما يجعله غازا ثقيلا وبالتالي تكون حركته بطيئة.
أشار الباحثون إلى أن هذا النشاط يمكن أن يكون بمثابة نظير لمجرات أخرى قد يكون لها عمليات مماثلة للتنقل حول الغاز ، خاصة وأن مجرة درب التبانة – كونها مجرتنا – تسمح لنا بمراقبة حركات الغاز عن قرب.
مع كل هذه الجهود ، إلا أنه لم يتبين بعد ما إذا كان الثقب الأسود او النجوم الضخمة مسؤولة عن هذه الظاهرة ، ولا تزال الأبحاث مستمرة حول معرفة الدليل الدامغ وكلما زاد التعمق في دراسة هذه الظاهرة كلما زادت الأمور تعقيدا.
وللعلم، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رصد شيء كهذا في مجرتنا حيث انه بالعادة يمكن وجود مثل تلك الظواهر في المجرات الخارجية التي تكون الثقوب السوداء فيها أكثر ضخامة ونشاط تكوين النجوم فيها يكون اعلى لذا يكون امر إطلاق الغازات والمواد امرا عاديا فيها على عكس مجرة درب التبانة.