توصلت دراسة جديدة إلى أن قمر كوكب المشترى أوروبا قد ينفث الماء عبر الفضاء عبر فوهات صغيرة في قشرته الجليدية.
يعد أوروبا واحدا من أقمار كوكب المشتري الأربعة الكبرى، الذى يؤوي محيطًا ضخمًا من المياه المالحة تحت قوقعته الجليدية، ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه أحد أفضل الرهانات في النظام الشمسي لاستضافة حياة فضائية.
تم الكشف عن طريق تلسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة ناسا عن أعمدة متفرقة من بخار الماء تمتد على ارتفاع يقدر بحوالي 120 ميلا ( 200 كم) فوق سطح أوروبا المتجمد.
من الممكن للمركبة الفضائية أن تأخذ عينات من أعماق سطح قمر أوروبا دون الحاجة إلى لمسه حتى وذلك لأن هذه المياه تنبع من المحيط المدفون للقمر.
من المقرر أخذ عينات من بخار الماء عن طريق مسبار Europa Clipper التابع لناسا الذي سيتم إطلاقه في السنوات المقبلة، سيقوم هذا المسبار بدوره في الدوران حول أوروبا ودراسته من خلال العشرات من الرحلات الجوية القريبة من سطحه، بالإضافة إلى ذلك سيقوم أيضا بتحليل المحيط والقشرة الجليدية واستكشاف مواقع الهبوط المحتملة لأي مركبة هبوط مستقبلية.
وحلل العلماء بقيادة جريجور شتاينبروج من جامعة ستانفورد وجوانا فويجت من جامعة أريزونا منطقة فوهة مانانان في قمر أوروبا، والتي يبلغ عرضها 18 ميلًا (29 كم) وتم تشكلها من خلال الاصطدامات المستمرة قبل عشرات الملايين من السنين.
أدت الحرارة الناتجة عن هذه الاصطدامات بلا شك إلى إذابة جزء كبير من الجليد القريب.
قام الباحثون بتصميم نموذجًا لما حدث بعد ذلك، وتوصلوا إلى أن بعض فوهات المحلول الملحي السائل نجت على الأرجح لفترة بعد أن تم تجميد معظم المياه الذائبة.
وقرر الفريق أن مثل هذه الفوهات يمكن أن تكون قد تحركت بشكل جانبي عن طريق إذابة بعض قطع الجليد المجاور المجاور لها، الأمر الذي بدوره تسبب في تراكم الضغط الذي أدى في النهاية إلى انفجار عمود من الماء يبلغ ارتفاعه 1.6 كم تقريبًا.
وقال روبرت بابالاردو، عالم مشروع يوروبا كليبر، من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في جنوب كاليفورنيا ، في البيان نفسه: “إن مثل هذا العمل مثير جدا ، لأنه يدعم مجموعة الأبحاث المتزايدة التي تظهر أنه يمكن أن تكون هناك أنواع متعددة من أعمدة المياه في قمر أوروبا”.