أظهرت العديد من الدراسات الحديثة بأن المريخ يمتاز بأنابيب الحمم البركانية الضخمة التي تحتوي على سقوف بارتفاع بناية امباير ستيت، وأيضًا يستضيف القمر أنابيب عملاقة بارتفاع يُقزّم ارتفاع أطول برج بالعالم برج خليفة وبفتحات سماوية بحجم ملعب كرة قدم.
يشير العلماء إلى أن هذه المغامرات الباطنية المتصدعة التي تمتاز بأنها محمية من التعرض للإشعاع الشمسي من الممكن أن يتم استخدامها كمواقع للقواعد البشرية.
أنابيب الحمم البركانية ما هي إلا كهوف تقع أسفل سطح الكوكب تشكلت نتيجة التدفق الشديد للصخور المنصهرة خلال الانفجارات البركانية.
وتكون مثل هذه الأنابيب سهلة الاكتشاف على كوكب الأرض حيث أنها تنهار مشكّلة معها شقوق طويلة في التراب.
الانهيارات الجزئية أحيانا تشكل سلسلة من الفتحات السماوية التي بدورها تكشف عن وجود أنابيب حمم بركانية مختبئة.
تنبأ الباحثون بوجود مثل هذه الأنابيب على سطح المريخ والقمر منذ ستينات القرن الماضي، لكن مؤخرًا المسابير القمرية والمريخية تمكنت من التقاط العديد من الصور وإرجاعها إلى الأرض والتي بينت لنا حقيقة تلك المعلومات في الكوكب الأحمر وفي القمر.
والآن يبذل الباحثون كل ما بوسعهم لدراسة هذه الأنابيب بشكل جاد حيث أن هذه الأنابيب البركانية الضخمة ربما تكون مأوى أفضل للرواد من سطح المريخ والقمر.
يبلغ ارتفاع وعرض أكبر أنابيب الحمم البركانية على سطح الأرض حوالي 40 مترا على الرغم من أنها مساحة مناسبة لدخول الناس إليها إلا أنها تعتبر صغيرة جدًا مقارنة بتلك الموجودة على سطح المريخ والتي يبلغ حجمها ضعف حجم تلك الموجودة على سطح الأرض بثمانين مرة.
وأنابيب الحمم البركانية الموجودة أسفل سطح القمر تعتبر أكبر وأكبر حيث أنها تبلغ حجم تلك الموجودة على سطح الأرض ب 300- 700 مرة حيث أن أنبوب حمم بركاني في القمر ممكن أن يضم بداخله مدينة صغيرة بأكملها.
ويرجع السبب في هذا الحجم الهائل لأنابيب الحمم البركانية في المريخ والقمر في انخفاض الجاذبية في تلك الكواكب هذا بالإضافة إلى الاختلافات في كيفية عمل البراكين في هذه الكواكب مقارنة بالأرض.
لتقدير حجم أنابيب الحمم القمرية والمريخية ، جمع الباحثون صورًا ضوئية ثلاثية الأبعاد بالليزر لنظرائهم على الأرض المنهارة منها والسليمة، ثم قاموا بجمع جميع صور الأقمار الصناعية المتاحة لأنابيب الحمم المنهارة على المريخ والقمر وشكلوا حجم الأنابيب السليمة بناءً على العلاقات بين الأنفاق المنهارة والسليمة على الأرض.
تعد أنابيب الحمم البركانية أماكن مناسبة جدًا للسكن البشري وذلك للعديد من الأسباب منها: الحماية من الشهب التي لم تحترق في الغلاف الجوي الرقيق للقمر والمريخ، وعلاوة على ذلك تحتوي هذه الأنابيب على الكيماويات المفيدة مثل تجمد المياه بالإضافة إلى المواد الكيميائية المتطايرة التي يتم استخدامها كوقود. واخيرًا هذه الأنابيب من الممكن أن توفر الحماية من الإشعاع الشمسي. ومن الجدير ذكره ان الفتحات السماوية ستوفر دخول سهل إلى السطح.
على الرغم من أن أنبوب الحمم البركانية يمكن أن يوفر مأوى خلال الرحلات الفضائية ، إلا أنه لا يمكن الوصول إليه بسهولة ويمكن أن تكون الصخور البازلتية من الداخل حادة جدا والتضاريس غير مستوية للغاية وعلى إثر ذلك فإن السكن داخل هذه الكهوف ليس بذلك الأمر الهين والسهل ويحتاج إلى العديد من الدراسات التفصيلية.
في الوقت الحالي ، يتمثل التحدي في جمع المزيد من المعلومات حول أنابيب الحمم البركانية السليمة على القمر والأرض التي يمكن للباحثين التعرف عليها فقط من خلال صور الأقمار الصناعية للفتحات السماوية أو الانهيارات. لكن التفريق بين الفتحات السماوية لهذه الكهوف من ثقب بسيط في الأرض أمر دقيق وصعب للغاية ، لذلك يبحث العلماء عن صور بزاوية للثقوب التي تكشف عن الفراغ الموجود أسفلها ، أو غيرها من التلميحات الجيولوجية التي تدل على وجود كهف قريب.لكن مع هذا كله لا يتفوق شيء على البحث المباشر.