هو أبو القاسم هبة الله بن الحسين بن يوسف الإسطرلابي، المعروف بالبديع. من أهل بغداد. كان في أصفهان سنة 510 هـ. اشتغل بعمل الآلات الفلكية اختراعًا، وحصل له مال كثير في خلافة المسترشد. ولما مات لم يخلفه أحد. هو أديب وفليسلوف من علماء الأطباء ومن كبار علماء الفلك في العصر العباسي. وفي شعر، يميل إلى المجون والفكاهة. له ديوان جمعه هو نفسه. أولع بشعر ابن حجاج، فجعمه وسماه درة التاج من شعر ابن حجاج. توفي في بغداد بعلة الفالج سنة 534 هـ/ 1139 م.
ان البديع الأسطرلابي – الذي عاش في بغداد – شاعراً مشهوراً، أحد الأدباء الفضلاء، وكان وحيد زمانه في عمل الآلات الفلكية، متقناً لهذه الصناعة، وحصل له من جهة عملها مال جزيل في خلافة المسترشد.
كان البديع الأسطرلابي أديباً فاضلاً، شاعراً بارعاً، حكيماً عارفاً بالطب، والرياضيات، والهيئة، والنجوم، والرصد، والزيج، وكان وحيد زمانه في عمل الآلات الفلكية، متقناً لهذه الصناعة، وخاصة الأسطرلاب.
وحصل له مال جزيل من عمله في خلافة المسترشد، ولم يخلفه في صناعته مثله، وقد أقام على صحة ما يعمله من الآلات الحجج الهندسية، وبرهن عليها بالقوانين الإقليديسية، وأتى فيها باختراعات أغفلها المتقدمون، فزاد في الكرة ذات الكرسي، وكمل نقصها الذي مرت عليه الأعوام.
وأكمل نقص الآلات الشاملة التي وضعها الخُجَنْدِيُّ، وجعلها لعرض واحد، وأقام الدليل على أنه لا يمكن أن تكون لعروض متعددة، فلما وصلت إلى البديع تأملها واهتدى إلى طريق لعملها لعروض متعددة، واختبر ما زاد فيها بالقواعد الهندسية فصحّ عمله. وحمل ما صنع منها إلى الأكابر والأجلَّاء من أهل هذا الفن، فتلقوها بالقَبول.
وله في عمل الأسطرلاب، والبركار، والمساطر، وغيرها من الآلات، اليد الطولى، وقد صار ما صنعه من ذلك من الذخائر التي يتغالى بها أهلها. من آثاره ديوان شعر و«درة التاج من شعر ابن حجاج» وهو مجموعة من الاشعار المنسوبة لابن حجاج.