تعد المركبة الفضائية فينيكس أول ما تم اختياره ضمن برنامج Scout- مبادرة لصنع مركبة فضائية أصغر حجمًا وأقل تكلفة ومنافسة -التابع لوكالة ناسا الفضائية والتي تم إطلاقها عام 2007 ،. وسميت بهذا الاسم نسبة إلى اسم طائر أسطوري.
استخدمت فينيكس جهاز هبوط كان من المقرر استخدامه في مركبة هبوط Mars Surveyor lander في 2001 قبل إلغائها. وهذه المركبة المنافسة حملت على متنها مجموعة من المعدات التي طوّرت أشكالًا مختلفه من تلك المعدات السابقة التي اختفت مع ضياع مركبة هبوط Mars Polar Lander.
للمسبار فينيكس مهمَّتان رئيسيتان, تتمثل الأولى في دراسة التاريخ الجيوليوجي للمياه على سطح المريخ، وسيساعد ذلك على فهم طبيعة التغيرات المناخية التي طرأت على الكوكب منذ ملايين السنين. أما المهمة الثانية فهي مبنية على فرضية، وهي البحث عن علامات حياة مجهرية قد تكون وجدت في وقت ما عندما كانت المياه في حالة سائلة. لذلك اختير مكان الهبوط بعناية في المنطقة القطبية الشمالية.
سيقوم المسبار بالحفر إلى عمق نصف متر تقريباً تحت السطح لاستخراج العينات وتحليلها بفضل عدة أجهزة ومجسات متطورة، وهناك مختبر مصغَّر داخل المسبار فينيكس مجهز لقياس الخصائص الفيزيائية للعينات (مثل الموصلية الكهربائية ودرجة الحرارة) ودراسة بنيتها بواسطة ميكروسكوب القوة الذرية، ومن ثم يقوم بتسخينها في فرن خاصٍّ لدرجة 950° مئوية ويُمرِّرها خلال مطياف الكتلة الذي يكشف عن مختلف الجزيئات الكيميائية وتركيزها. ويأمل العلماء أن تكون هناك علامات لحياة بكتيرية تحت السطح، حيث تتحمل بعض أنواع البكتيريا الأرضية مثل اللستيريا (بالإنجليزية: Listeria) درجات الحرارة المنخفضة، وتكون في حالة أبواغ تعود للنشاط عندما تصل درجة الحرارة إلى 20° مئوية تحت الصفر. سيدرس المسبار أيضاً الغلاف الجوي للمريخ منذ رحلة هبوطه على علو 20 كلم، كما أنه سيلتقط صوراً ثلاثية الأبعاد وفائقة الجودة لسطح الكوكب في موقع الهبوط بفضل أجهزة التصوير ذات الرؤية المجسمة (بالإنجليزية: Surface Stereo Imager) المخصصة لهذا الغرض.
إستخدمت فينيكس كاميرا الستيريو -حيث تقع على سارية بطول 2 م – مستعملة عدستيها لتكشف عن منظور عالي الدقة لجيولوجية موقع هبوط المركبة على سطح المريخ، كما أنها تزود فريق العمل بخرائط تبين لهم المكان المناسب للحفر، هذا بالإضافة إلى صورتها متعددة الأطياف التي ساعدت على تحديد المعادن المحلية على سطح الكوكب.
يحمل مسبار “فينكس” عدداً من المعدات العلمية والمجسات المتطورة بمثابة مختبر مصغر، وتبلغ كتلتها حوالي 55 كيلوغراماً. تتكفَّل هذه الأنظمة بتحميل العينات وتحليلها، وتحتوي أجهزةً للتصوير والإجهار والتحليل الفيزيائي والكيميائي الدقيق. كما خُصِّصت محطة أرصاد وقياسات جوية مدمجة لدراسة غلاف المريخ الغازي، قامت كندا بتجهيزها.