داوود بن عمر الإنطاكي (ولد بإنطاكية، وتوفي عام 1008 هـ/1599م، في مكة المكرمة) المعروف بالرئيس الضرير، ولد كسيحا ثم شفي من كساحه. ولد بقرية الفوعة في محافظة إدلب بشمال سورية، عاش بأنطاكية ونسب إليها، زار طلبا للاستزادة بالعلم دمشق والقاهرة وبلاد من الأناضول ومكة حيث استقر بها إلى حين وفاته. وكان عالما بالصيدلة والطب.
نشأته ودراسته
نشأ داوود بن عمر الأنطاكي في أنطاكية -جنوب تركيا الآن- في القرن العاشر الهجري، وقد ولد كفيف البصر كما ابتلي بعلة أعجزته عن القيام، فكان أبوه -عمدة قرية تُسمَّى “حبيب النجار”- يحمله ويصطحبه معه إلى رباط أقامه بنفسه قرب مزار حبيب النجار لخدمة الزائين له.
ولما اشتد صلبه؛ صار ينتقل و يتجول بحثا عن العلم و المعرفة ، فزار بقاعا مختلفة منها، والأناضول -شرق تركيا- و أيضا القاهرة التي كانت مركز إشعاع علمي وفكري آنذاك، فدرس هناك الكثير من كتب الطب و الصيدلة و الأدوية بشتى أنواعها، وتقلد منصب رئيس عشابي صيادلة عصره، وكان متقنا لكل من اللغتين اللاتينية و اليونانية، كما وقد عمل في البيمارستان المنصوري ، ومن شدة تفوقه و ذكائه كان يلقب آنذاك بجالينوس أوانه وأبقراط زمانه ، والحكيم الماهر الفريد والطبيب الحاذق الوحيد، كما و كان يحكى عنه أنه إذا سئل في شيء من العلوم الحكمية، والطبيعية، والرياضية، أَمْلَى ما يدهش السائل بحيث كان يرد على السؤال الواحد بمجلد.
الإنجازات العلمية
مما لا شك فيه أن داوود بن عمر الأنطاكي قد حقق وانجازات مهمة جداً في مجالاته، فقد اكتشف سر العديد من الأمراض التي كانت شائعة في عصره و اخترع عدة أدوية لمعالجتها ، فقد عمل على مستحضرات طبية هامة جدا، كما و قد وضع عشرة مبادئ و قوانين تخص المفردات الطبية، فذكر أوصافها من رائحة و مذاق ولون وأسمائها بمختلف اللغات في العالم، و كيفية استخدام و استعمال كلٍّ منها و فوائد كل واحدة على الجسم. هذا و قد وضح في مؤلفاته أيضا الجرعات المناسبة لكل حالة ولكل فرد لكلا نوعي الأدوية: المفردة منها و المركبة.
و إلى جانب هذا؛ فقد كان الأنطاكي يتمتع بروح فكاهة مرحة وكان رجلاً يخشى ربه متسما بأطيب الخصال و ساعيا لمساعدة الفقراء، فقد ذاع صيته كطبيب المحتاجين في حي الأزهر .
الأماكن التي عمل بها
نزح من إنطاكية إلى مصر بعد أن حفظ القرآن الكريم، وعمل كرئيس للأطباء والصيادلة في القاهرة ونال شهرة عظيمة في مداواة المرضى.
الإنجازات العلمية
– دراسة الأمراض الشائعة في وقته وعمل الأدوية التي تعالجها.-
– وضع قوانين لاستعمال الأدوية المفردة والمركبة وتعيين الجرعات المناسبة لكل حالة ولكل فرد.-
– وضع قوانين صناعة الأدوية والتي تشتمل على الأسماء المختلفة للدواء من حيث: ماهيته، الحسن
والرديء منه، ودرجة الحسن والرداءة لكل حالة، التفاعل مع الأدوية أو الأطعمة، ذكر أماكن البدن التي ينفعها الدواء، المضار، المقدار، بديله إن لم يوجد، مدية الصلاحية، مكان التصنيع.
– عمل على بعض المستحضرات الطبية.
مؤلفاته في الفلك
وهي ثلاث:
– رسالة في الفلك.
– نموذج من الفلك: ذكره بروكلمن في كتابه (تاريخ الأدب العربي).
– استدلالات بحركات النجوم وطوالعها، أو الاختيارات.
معلومات شخصية | |
---|---|
تاريخ الميلاد | مجهول |
تاريخ الوفاة | 1599 |
مواطنة | الدولة العثمانية |
مشكلة صحية | عمى |
الألقاب | الحكيم، الماهر، الطبيب الحاذق، العلامة الطبيب، والصيدلاني الضرير. |
الحياة العملية | |
المهنة | طبيب، وكاتب |