تمت عملية إطلاق قمرا صناعيا لرصد الأرض بالإضافة إلى قمرين صناعيين صغيرين التابعة لشركة سبيس إكس من قاعدة كيب كانافيرال في فلوريدا بنجاح في مساء البارحة 30 أغسطس.
انطلق هذا الثلاثي من مجمع إطلاق الفضاء 40 في محطة كيب كنافيرال الجوية في تمام الساعة 7:18 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة .
قام الصاروخ الحامل ذو المرحلتين فالكون 9 بحمل القمر الصناعي SAOCOM-1B عاليًا معلنا بذلك عن الإطلاق الخامس عشر لشركة سبيس إكس لعام 2020. بعد حوالي 9 دقائق من الإقلاع ، أصدر معزز المرحلة الأولى بعض الانفجارات الصوتية العالية جدا في طريق عودته إلى تيرا فيرما هابطا في منطقة هبوط رقم 1 (LZ-1) التابعة لسبيس اكس في كيب كانافيرال.
و بإتمام هذه المهمة، يصبح هذا الإطلاق الرابع للمرحلة الاولى لصاروخ فالكون 9 والتي قد أطلق معززها B1059 في السابق بعثتي شحن تجاريتين إلى محطة الفضاء الدولية التابعة لناسا وسلم مجموعة من أقمار ستارلينك التابعة لسبيس إكس إلى المدار في وقت سابق من هذا العام.
انطلق صاروخ فالكون 9 بشكل مستقيم في الأفق، وعلى الرغم من أن الغيوم قد حجبت رؤيته إلا أن صوت دوي إطلاقه كان مسموعا لفترة طويلة بعد إطلاقه.
كان من الصعب تتبع المرحلة الأولى لهذا الصاروخ في رحلة هبوطه بسبب الغيوم الكثيفة حيث أنه ظهر فجأة في السماء مع اختراق صوت الدوي في السماء مع هبوط الداعم إلى موقع الهبوط .
تم إطلاق القمر الصناعي SAOCOM-1B من خلال المرحلة العليا لصاروخ فالكون 9 كما هو مخطط له بعد 14 دقيقة من الإقلاع، وبعد حوالي ساعة من الإطلاق كان من المقرر إطلاق القمرين الصناعيين الصغيرين Rideshare GNOMES-1 و Tyvak-0172.
الإطلاق المزدوج:
خططت سبيس إكس للإطلاق المزدوج بحيث سيتم إطلاق صاروخين مختلفين من طراز فالكون 9 بفاصل ساعات فقط.
في البداية، كان من المفترض أن يتم إطلاق مجموعة كبيرة من أقمار ستارلينك التابعة لسبيس إكس في صباح 30 أغسطس من قاعدة Pad 39A في مركز كينيدي للفضاء التابعة لوكالة ناسا الفضائية، لكن الظروف الجوية السيئة منعت الشركة من إنهاء استعداداتها لإطلاق، الأمر الذي بدوره أدى إلى قيام الفريق بتأجيل هذه الرحلة إلى 1 سبتمبر في تمام الساعة 9:29 صباحا بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية.
لكن لحسن الحظ تعاونت الطبيعة مع الفريق أثناء إطلاق القمر الصناعي SAOCOM-1B -بعد تأجيلها بسبب جائحة كوفيد19 حيث كان من المقرر إطلاقها في شهر مارس- الذي يعد الحمولة الرئيسية على متن فالكون 9 المخضرم والذي يهدف إلى رصد الأرض، وتجدر الإشارة إلى أن إطلاقه يتبع لوكالة الفضاء الأرجنتينية.
SAOCOM ، هي اختصار لـ Satélite Argentino de Observación COn Microondas (القمر الصناعي الأرجنتيني لرصد الموجات الدقيقة) ، هو برنامج مكون من قمرين بتكلفة إجمالية تبلغ حوالي 600 مليون دولار شاملة لعمليات الإطلاق. قامت شركة سبيس إكس بإطلاق أول مركبة فضائية من طراز SAOCOM من قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا في أكتوبر 2018.
تم إطلاق كلا القمرين الصناعيين من SAOCOM في مسار يدور حول القطبين مما يسمح لهما بالتحليق فوق قطبي الكوكب.
في الواقع ، كانت مهمة SAOCOM-1B أول قمر صناعي يتم إطلاقه في مسار مدار قطبي من محطة كيب كانافيرال منذ عام 1969. وذلك بسبب حادثة وقعت في أواخر عام 1960 ، عندما ورد أن حطام صاروخ Thor سقط على كوبا وقتل بقرة.
كان المسؤولون قادرين على إعطاء الضوء الأخضر لهذا النوع من المهام من فلوريدا ، ولكن فقط إذا كان الصاروخ يحتوي على نظام آلي لإنهاء الرحلة ، وهو ما يفعله فالكون 9.
بالنسبة لمهمة SAOCOM-1B ، أمّن سلاح الجو مسارًا يطير جنوبًا ، فوق كوبا ، بينما عادت المرحلة الأولى من الصاروخ إلى الهبوط في كيب كانافيرال.
استرداد الصاروخ:
المرحلة الأولى من Falcon 9 التابعة لهذه المهمة أتممت البارحة القيام بأربع رحلات ، حيث أطلقت سابقًا مهمتي شحن CRS 19 في ديسمبر من عام 2019 ثم CRS-20 في مارس من هذا العام، حيث أطلقت هاتان المهمتان كبسولات Dragon 1 لإعادة الإمداد النهائية. ومن هذه النقطة فصاعدًا ،سيتم نقل الإمدادات إلى المحطة الفضائية من خلال نفس نوع المركبة الفضائية التي تستخدمها سبيس إكس لنقل رواد الفضاء.
هذه المرة الثانية التي يهبط فيها معزز B1059 فوق أرض تيرا فير خلال هذا العام حيث تعتبر هذه المرة الثانية التي يهبط بها هذا المعزز في LZ-1 حيث أن المرحلة الأولى لصاروخ فالكون 9 قد هبطت أيضا في هذه المنطقة بعد نقل مهمة CRS-20 إلى المدار.
تعد هذه المرة 42 التي يتم فيها إعادة إطلاق فالكون 9 بعد أن تم إطلاقه أول مرة عام 2015، كما انها هذه المرة الـ 59 لهبوط فالكون 9 الذي أجرى سلسلة من ثلاثة عمليات احتراق للمحرك لإبطاء حركته بدرجة كافية للمس أرض تيرا فير برفق.
تمتلك سبيس إكس سفينتين ضخمتين تستخدمهما لاستعادة غالبية معززات الصواريخ. أطلق عليها اسم “Of Course I Still Love You” و “Just Read the Instructions”، وعادة ما تتمركز المنصات العائمة في المحيط الأطلسي التي لها دور كبير في تمكين سبيس إكس من إطلاق المزيد من الصواريخ ومن ثم إنزالها إلى الأرض بأمان لإعادة إطلاقها مرة أخرى.
بعد إتمام عملية إطلاق اليوم قامت سبيس إكس بتوزيع مصايدها الاثنتين ” GO MsTree” و ” GO Miss Chief”، تعد هاتين السفينتين مصايد متنقلة ضخمة لالتقاط الحمولة القادمة من خلال شبكاتهم المرفقة. من الجدير ذكره أن قدرة هذه السفن على التقاط الحمولة تعتمد بشكل أساسي على الطقس.
تم توزيع سفينتين لاستعادة حمولة قادمة من مهمة SAOCOM-1B و أخرى لاستعادة حمولة قادمة من مهمة ستارلينك، حيث قامت سبيس إكس بتثبيت مظلات وبرامج خاصة في حمولتها التي ستستقبلها ، والتي تتكون من قطعتين متصلتين. الامر الذي بدوره سيمكن هذه الحمولة من إرشاد نفسها إلى منطقة الاسترداد المحددة وبالتالي يمكن لسفينتي Ms. Tree وMs. Chief الانتظار لالتقاطهما أثناء عودتهما إلى الأرض.
وفي حال تم فقدان القوارب أو كان الطقس سيئًا للغاية لدرجة أنه لا يمكن محاولة التقاطها ، فإن هاتين السفينتين لديها معدات تقوم بإخراج الحمولة من الماء وإعادتها إلى الميناء لترميمها.
ستكون المهمة التالية لـ سبيس إكس هي مهمة ستارلينك -التي كانت من المفروض أن يتم إطلاقها البارحة – وتعد هذه المهمة الإطلاق الثاني عشر لستارلينك والتي بدورها ستوفر 60 قمر صناعي للإنترنت في المدار.