في هذا الأسبوع تم تداول هذه الصورة في وسائل التواصل الاجتماعي والتي تعد حقيقية في عرضها لمجرة المرأة المسلسلة (أندروميدا) التي تحتل مساحة في سقف السماء تقدر باتساع أقطار ستة أقمار. لكنها ليست بهذا اللمعان المبين في الصورة حيث أنها مجرد جسم غير واضح الملامح في السماء.
ولتظهر مجرة المرأة المسلسلة بهذا اللمعان والوضوح المبين في الصورة فإنها يجب أن تقترب من مجرة درب التبانة أكثر حتى تبدو أكبر وأوضح في سمائنا، وهذا الأمر سيحدث يومًا ما بعد مليارات السنين.
هذه المجرة الضخمة تقترب لمجرتنا يومًا بعد يوم بسرعة 110كم في الساعة لينتهي الأمر بالتحام هاتين المجرتين مع بعضهما البعض بشكل تدريجي حيث أنه بإمكان أي مخلوق على هذه الأرض ملاحظة حجم مجرة المرأة المسلسلة الذي يزيد يومًا بعد يوم في سمائنا الليلية.
تبعد هذه المجرة عن مجرتنا حوالي 2.5 مليون سنة ضوئية ،مفاهيم الصور الفنية أدناه التي تم إنتاجها بواسطة ناسا عام 2012 تبين ماذا سنرى فى السماء الليلية عندما تلتحم هاتين المجرتين مع بعضهما البعض .
تم وصف هذه الصورة المرفقة أعلاه عن طريق اجتهاد قياسات تلسكوب هابل الفضائي لحركة مجرة المرأة المسلسلة بالإضافة إلى بناء طراز بالحاسوب للارتطام الحتمي المستقبلي لكلتا المجرتين.
أشارت مجموعة من الدراسات التي تم نشرها عام 2012 أن هاتين المجرتين ستتحدان في مجرة واحدة كبيرة بشكل إهليلجي أو على على شكل كرة قدم.
تجدر الإشارة إلى ان هذا الاندماج المذهل لن يضم فقط مجرة درب التبانة ومجرة المرأة المسلسلة إنما سيضم مجرة كبير أخرى في هذه المجموعة المحلية للمجرات تُدعى M33 وعلى الرغم من أنها تبدو وكأنها لن تنخرط في هذا الاندماج إلا أنها سترتطم بمجرة درب التبانة في رقصة كونية رائعة برفقة مجرتين اكبر منها .
وهذا الفيديو المرفق سيوفر شرح تمثيلي لعملية الالتحام بين هذه المجرات الثلاث.
عادة عندما يحدث الالتحام المجري تتصرف المجرات كالأشباح وذلك عندما تتداخل مع بعضها البعض دون أن يحدث أي اصطدام بين النجوم بسبب التباعد الكبير بينها. وبناء على ذلك فإن النجوم في كلتا المجرتين درب التبانة والمرأة المسلسلة ستتأثر في هذا الاندماج لكن ليس باصطدامها ببعضها البعض وإنما ستتغير مداراتها حيث سيتم قذفها في مدارات جديدة حول مركز المجرة المندمجة الجديدة .على سبيل المثال : فإن الشمس ستندفع إلى منطقة جديدة في سمائنا. ومن الجدير ذكره أن الأرض والنظام الشمسي لن يتعرضوا لخطر التصادم والانهيار.
من المقرر أن يزداد سطوع شمسنا بشكل كبير جدا خلال الأربعة مليارات سنة القادمة. ومع هذه الزيادة سيزداد أيضًا مقدار الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى الأرض. ومن المحتمل – بعد 4 مليارات سنة من الآن – أن تكون الزيادة في درجة حرارة سطح الأرض قد تسببت في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري ، وربما مماثلة لتلك التي تحدث الآن على الكوكب المجاور ، كوكب الزهرة ، الذي يمتاز سطحه بالحرارة العالية جدا لدرجة كافية لإذابة الرصاص. لا أحد يتوقع أن يجد الحياة على كوكب الزهرة. وبالمثل ، يبدو أن الحياة على الأرض لن تكون موجودة بعد 4 مليارات سنة من الآن.
ربما بحلول ذلك الوقت سيكون الإنسان قد اكتشف كوكبًا آخر ملائمًا للعيش فيه وسيخرج من كوكب الأرض الذي لم يعد ملائما للعيش فيها.