في 18 أغسطس شهدت محطة الإطلاق الفضائية كيب كانافيرال الإطلاق الناجح لمهمة جديدة لستارلينك في لوحة متقاسمة الركوب، حاملة معها مجموعة من الأقمار الصناعية للإنترنت بالإضافة إلى ثلاثة أقمار صناعية متخصصة في تصوير الأرض بأكملها يوميًا لمراقبة التغييرات وتحديد الاتجاهات.
تم إطلاق صاروخ فالكون 9 ذو المرحلتين الذي يحمل على متنه 58 قمرًا صناعيًا لستارلينك التي تعد جزءا من شركة سبيس إكس بالإضافة إلى 3 أقمار صناعية لبلانيت لابز التابعة لشركة سكاي سات في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحًا بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية من مجمع الإطلاق الفضائي40 في كيب كانافيرال.
يعتبر هذا الإطلاق بمثابة الإطلاق الثاني لمهمة ستارلينك والمهمة الرابعة عشر الى الآن لشركة سبيس إكس في عام 2020. قام هذا المعزز الذي يطلق عليه اسم B1049 التابع لشركة سبيس إكس سابقًا بإطلاق 3 رحلات منفصلة لستارلينك بالإضافة إلى مهمات Telstar 18 VANTAGE وIridium-8 وبعملية الإطلاق هذه ستكون هذه المرة السادسة التي ينطلق فيها بمهمة جديدة .
وبعد مرور 8 دقائق من الإقلاع استطاعت هذه المركبة من الهبوط بسلام على متن سفينة الدرون والمسماة ب “Of Course I Still Love You” في المحيط الأطلسي.
سترفع هذه الرحلة إنجازات شركة سبيس إكس إلى جانب ميزتها في إعادة الاستخدام للمرحلة الأولى من الصاروخ حيث أنها تمثل رقم 99 لمجموع الإطلاقات التابعة لهذه الشركة. ومن الجدير ملاحظته أن هذه الوسام يتعلق بعائلة صواريخ فالكون ،بما فيها جميع الإصدارات التابعة لفالكون.
فالكون 1 يعتبر أول صاروخ تابع لشركة سبيس إكس والذي كان يحمل 5 مهمات ،نجح منها اثنتان وبدورهما قاما بتسهيل الطريق أمام شركة سبيس إكس لتحقيق المزيد من الإنجازات.
منذ 2010 إلى الآن انطلق فالكون 9 التابع لسبيس إكس 90 مرة وخلال هذه المرات تعرض فقط لحادثين.
بالإضافة إلى ذلك انطلق صاروخ الشركة الثقيل المعروف باسم فالكون الثقيل ثلاث مرات وجميعها كانت ناجحة.
كان هدف شركة سبيس إكس منذ أن بدأت عام 2002 هو جعل الحياة متعددة الكواكب ،وبرأيها أن أول خطوة لتحقيق ذلك تكون عن طريق خفض تكلفة هذه الرحلات بصنع صواريخ متعددة الاستخدام وسريعة.
وعلى إثر ذلك تبذل شركة سبيس إكس كل ما بوسعها لصنع صواريخ متعددة الاستخدام حيث أنه تاريخيًا كان يتم استخدام الصاروخ في رحلة إطلاق واحدة وبعد رجوعه يتم التخلص من أجزائه، لكن بقدوم صاروخ فالكون 9 التابع لهذه الشركة تم إثبات أنه بالإمكان إعادة استخدام الصاروخ في عملية الإطلاق والهبوط عدة مرات حيث أن صاروخ فالكون 9 لديه القدرة على الإنطلاق 10 مرات أخرى بإجراء بعض التعديلات الطفيفة.
سجّل استخدام المرحلة الأولى لصاروخ فالكون 9 في مهمة 18 أغسطس رقمًا قياسيًا لاستخدامها 6 مرات بعد أن أطلقت سابقا ثلاث مهمات لستارلينك بالإضافة إلى مهمتي Telstar 18 VANTAGE و Iridium-8.
منذ بداية هذا العام، انطلق المعزز الثاني لفالكون 9 خمس مرات وكان أول معزز ينجح بالهبوط في 5 مرات. حيث تعرض المعزز الأول لهذا الصاروخ المعروف باسم B1048 لحالة شاذة في مارس مما أدى إلى فقدانه الهبوط المقصود على متن سفينة الدرون. لذا قامت شركة سبيس إكس بتقنيات التغيير الخاصة بها ، والآن أطلقت واستعادت ثلاثة معززات مختلفة خمس مرات حيث تألقت واحدة منها في مهمة 18 أغسطس.
هبطت المرحلة الأولى من فالكون 9 بنجاح على متن السفينة العائمة “Of Course I Still Love You” بعد ثماني دقائق تقريبًا من إقلاعها ،وبذلك مكن القول أن هذه المرة 58 التي يتم بها استخدام هذا الصاروخ من قبل الشركة منذ عام 2015. من الجدير ذكره أن هذه السفينة العائمة تعد واحدة من السفن التابعة لسبيس إكس والتي تم وضعها في المحيط الأطلسي لتتلقى المعززات العائدة من الفضاء ، إلى اليوم نجحت الشركة في تلقي 58 معززا عائدا من 68 محاولة. وبمجرد إعادة المعززات إلى ميناء كانافيرال في فلوريدا ، يتم نقلها مرة أخرى إلى مرافق سبيس إكس ، حيث يتم فحص كل منها بعناية وإعادة توجيهها للانطلاق مرة أخرى.
إعادة الاستخدام السريع ، إلى جانب حقيقة أن الشركة لديها الآن سفينتان عائمتان لاستعادة معززات المرحلة الأولى ، تعني أن الشركة يمكنها تكرار العديد من عمليات الإطلاق بسهولة وهذا ما يفسر إطلاقها لأربع مهمات خلال شهر واحد فقط كما أنها تخطط لإجراء عدد من عمليات الإطلاق حتى نهاية عام 2020.
أزعجت الأقمار الصناعية Starlink التابعة لشركة SpaceX علماء الفلك منذ إطلاقها لأول مرة في عام 2019. حيث فاجأت هذه الأقمار الصناعية ذات الألواح المسطحة مجتمع علم الفلك بظهورها كقطار من النقاط اللامعة يسير عبر سماء الليل. منذ ذلك الحين وهي تحاول SpaceX تخفيف السطوع ، وبالتالي تقليل تأثيرها على مراقبة السماء ليلاً.
ولتحقيق هذه الغاية ، بدأت الشركة في تجهيز أسطولها من الأقمار الصناعية مع وجود حاجب خاص. أطلقت عليه سبيس إكس اسم : “حاجب الشمس” وهو عبارة عن حاجب مصمم لمنع أشعة الشمس من الانعكاس على الأجزاء الأكثر لمعانًا في الأقمار الصناعية ، مثل الهوائيات.
تتطلع الشركة في تقليل السطوع الكلي لأقمارها الصناعية وتمكينها من الظهور بأكبر قدر ممكن من الظلام في سماء الليل.
تضمن الإطلاق السابق لستارلينك في يونيو من هذا العام قمرًا صناعيًا مزودًا بهذا الحاجب التجريبي ومهمة اليوم هي الثانية التي يتوفر في جميع أقمارها الصناعية الحاجب الشمسي.
أثبتت شركة SpaceX أنها تستطيع إعادة استخدام المرحلة الأولى من الصاروخ والتي تمثل 60٪ من السعر الإجمالي لصاروخ Falcon 9. لكن الشركة لم تتوقف عند هذا الحد بل إنها تحاول كل ما بوسعها لخفض تكاليف الإطلاق بشكل أكبر حيث بدأت SpaceX في استعادة استخدام جزء غطاء الحمولة للصاروخ.
حيث أنه عندما تعود القطعتين اللتين تشكلان غطاء الحمولة للصاروخ تكون كل منهما مزودة بمظلات وبرمجيات ترشدها إلى الأرض ويكون القاربان التابعان للشركة – GO Ms. Tree و GO Ms. ينتظرونها بشباك ممدودة للمحافظة عليها.
ومع ذلك ، فإن مجرد الانتظار في المحيط بشبكة ممدودة ليس دائمًا هو الحل لإيقاف سقوط غطاء الحمولة حيث تعتمد قدرتهم على إنقاذ قطعتي غطاء الحمولة من السقوط على العديد من العوامل ، بما في ذلك الطقس.لكن في حال كان القاربان غير قادرين على التقاط قطع غطاء الحمولة ، فإنه بالإمكان إخراجها من الماء وإعادتها إلى الميناء. ومن هناك ، سيتم تجهيز القطع لإعادة الاستخدام.